الثلاثاء ٤ جمادى الآخرة ١٤٤٧ هـ الموافق لـ ٢٥ نوفمبر/ تشرين الثاني ٢٠٢٥ م
المنصور الهاشمي الخراساني
 جديد الكتب: تمّ نشر الكتاب القيّم «مناهج الرّسول صلّى اللّه عليه وآله وسلّم؛ مجموعة أقوال السيّد العلّامة المنصور الهاشميّ الخراسانيّ حفظه اللّه تعالى». اضغط هنا لتحميله. جديد الأسئلة والأجوبة: ما هو رأيكم في الخبر الذي رواه الطوسيّ في كتاب «الغيبة» (ص٤٤٧) بإسناده عن الإمام جعفر الصادق أنّه قال: «من يضمن لي موت عبد اللّه أضمن له القائم»، يعني المهديّ، ثم قال: «إذا مات عبد اللّه لم يجتمع الناس بعده على أحد، ولم يتناه هذا الأمر دون صاحبكم إن شاء اللّه». هل هذا الخبر صحيح أم غير صحيح؟ اضغط هنا لقراءة الجواب. جديد المقالات والملاحظات: تمّ نشر ملاحظة جديدة بعنوان «عن حال العراق اليوم» بقلم «منتظر». اضغط هنا لقراءتها. جديد الشبهات والردود: لا شكّ أنّ رايتكم راية الحقّ؛ لأنّها تدعو إلى المهديّ بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن، ولكن قد تأخّر ظهورها إلى زمان سوء. فلما لم تظهر قبل ذلك، ولما تأخّرت حتّى الآن؟! اضغط هنا لقراءة الرّدّ. جديد الدروس: دروس من جنابه في حقوق العالم الذي جعله اللّه في الأرض خليفة وإمامًا وهاديًا بأمره؛ ما صحّ عن النّبيّ في ذلك؛ الحديث ٢. اضغط هنا لقراءته. لقراءة أهمّ محتويات الموقع، قم بزيارة الصفحة الرئيسيّة. جديد الأقوال: ثلاثة أقوال من جنابه في حكم التأمين. اضغط هنا لقراءتها. جديد الرسائل: جزء من رسالة جنابه إلى بعض أصحابه يعظه فيها ويحذّره من الجليس السوء. اضغط هنا لقراءتها. جديد السمعيّات والبصريّات: تمّ نشر فيلم جديد بعنوان «الموقع الإعلامي لمكتب المنصور الهاشمي الخراساني (٢)». اضغط هنا لمشاهدته وتحميله. لقراءة أهمّ محتويات الموقع، قم بزيارة الصفحة الرئيسيّة.
loading

لذلك، فإنّ التفوّق السّياسيّ والإقتصاديّ للمسلمين، كهدف يمكن تحقيقه، لصيانة ثقافتهم الإسلاميّة ومن ثمّ فرضها على العالم، هو ضرورة ملحّة لا يمكن الإستغناء عنها؛ كما قال اللّه تعالى: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ[١]، ولكنّ الواقع أنّ اكتساب هذا التفوّق في الوقت الحاضر قد واجه العديد من الصّعوبات، بحيث يكاد يتصوّر أنّه محال؛ لأنّ معظم بنيته التحتيّة لم يتمّ إنشاؤها بين المسلمين، وإنشاؤها يتطلّب الإرادة والجهد والوفاق والوقت الكافي، في حين أنّ المسلمين، بسبب الإنهزاميّة والكسل والإختلافات السّياسيّة والمذهبيّة وعدم وجود زعيم واحد وصالح، يفقدون الإرادة والجهد والوفاق اللازم ولا يملكون الوقت الكافي لذلك، ومن ثمّ قد يكون من الضروريّ إيجاد حلّ أكثر عمليّة وقصير مدى، بجانب السّعي إلى حلّ مثاليّ وطويل أمد، لمقاومة هجمة الكافرين الثقافيّة، وذلك الحلّ هو الدّعوة؛ لأن الدّعوة هي أكثر شيء فاعليّةً وأقلّه كلفةً يمكن القيام به لتقليل قوّتهم السّياسيّة والإقتصاديّة ونفوذهم بين المسلمين. رغم أنّ هذا ما هم يفعلونه أيضًا ضدّ المسلمين باستخدام أدوات فعّالة، إلّا أنّه ينبغي أن يكون مفهومًا أنّ محتوى الدّعوة كان دائمًا أكثر فعّاليّة من أدواتها واستطاع أن يتدارك ضعفها بقوّته؛ كما أنّ الأنبياء غلبوا أقوياء زمانهم بالإستفادة من هذه المزيّة، وإلّا لما كان بإمكانهم أن يغلبوهم بالإعتماد على القوّة والثروة؛ كما ضرب اللّه مثلًا فرعون مقابل موسى عليه السّلام، فقال: ﴿وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي ۖ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ۝ أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ ۝ فَلَوْلَا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلَائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ[٢]، في حين أنّ موسى عليه السّلام غلبه بالرّغم من جميع هذه الأوصاف! كما أنّ سيطرة المسلمين على إمبراطوريّات الغرب والشّرق في العقود الإسلاميّة المبكّرة، لم تكن بسبب أدواتهم الدّعائيّة أو العسكريّة المتقدّمة، بل كانت بسبب جاذبيّة رسالتهم التي استطاعت أن تُسقط روعة إمبراطوريّات العالم من أعين النّاس وتمهّد لتقدّمهم السّياسيّ والعسكريّ رغم إمكانيّاتهم المحدودة.

الحاصل أنّ معرفة الحقّ ممكنة لمن كفّ عن التقليد بجميع أنواعه، بما في ذلك تقليد السّلف والعلماء والظالمين والكافرين وأكثر النّاس، واتّخذ العقل معيارًا لمعرفته، ولم يكن قانعًا بالظنّ الحاصل من قول الآخرين وفعلهم فيما يتعلّق بعقائده وأعماله.

↑[١] . الأنفال/ ٦٠
↑[٢] . الزّخرف/ ٥١-٥٣