السبت ٢٧ ربيع الأول ١٤٤٧ هـ الموافق لـ ٢٠ سبتمبر/ ايلول ٢٠٢٥ م
المنصور الهاشمي الخراساني
 جديد الكتب: تمّ نشر الكتاب القيّم «مناهج الرّسول صلّى اللّه عليه وآله وسلّم؛ مجموعة أقوال السيّد العلّامة المنصور الهاشميّ الخراسانيّ حفظه اللّه تعالى». اضغط هنا لتحميله. جديد الأسئلة والأجوبة: ما هو رأيكم في الخبر الذي رواه الطوسيّ في كتاب «الغيبة» (ص٤٤٧) بإسناده عن الإمام جعفر الصادق أنّه قال: «من يضمن لي موت عبد اللّه أضمن له القائم»، يعني المهديّ، ثم قال: «إذا مات عبد اللّه لم يجتمع الناس بعده على أحد، ولم يتناه هذا الأمر دون صاحبكم إن شاء اللّه». هل هذا الخبر صحيح أم غير صحيح؟ اضغط هنا لقراءة الجواب. جديد المقالات والملاحظات: تمّ نشر ملاحظة جديدة بعنوان «عن حال العراق اليوم» بقلم «منتظر». اضغط هنا لقراءتها. جديد الشبهات والردود: لا شكّ أنّ رايتكم راية الحقّ؛ لأنّها تدعو إلى المهديّ بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن، ولكن قد تأخّر ظهورها إلى زمان سوء. فلما لم تظهر قبل ذلك، ولما تأخّرت حتّى الآن؟! اضغط هنا لقراءة الرّدّ. جديد الدروس: دروس من جنابه في حقوق العالم الذي جعله اللّه في الأرض خليفة وإمامًا وهاديًا بأمره؛ ما صحّ عن النّبيّ في ذلك؛ الحديث ٢. اضغط هنا لقراءته. لقراءة أهمّ محتويات الموقع، قم بزيارة الصفحة الرئيسيّة. جديد الأقوال: ثلاثة أقوال من جنابه في حكم التأمين. اضغط هنا لقراءتها. جديد الرسائل: جزء من رسالة جنابه إلى بعض أصحابه يعظه فيها ويحذّره من الجليس السوء. اضغط هنا لقراءتها. جديد السمعيّات والبصريّات: تمّ نشر فيلم جديد بعنوان «الموقع الإعلامي لمكتب المنصور الهاشمي الخراساني (٢)». اضغط هنا لمشاهدته وتحميله. لقراءة أهمّ محتويات الموقع، قم بزيارة الصفحة الرئيسيّة.
loading

وقال: ﴿إِنَّ هَؤُلَاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا[١]، وقال: ﴿أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ ۚ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ[٢].

[منشأ النّزعة الدّنيويّة]

من الواضح أنّ أصل هذه الدّنيويّة هو عدم الإيمان بالآخرة؛ لأنّ الإنسان لا يستطيع أن يضحّي بما يوقنه لما لا يوقنه. لذلك، ترى أكثر الدّنيويّة في الذين ينكرون الآخرة، ويعتقدون أنّ الإنسان يصبح معدومًا بالموت. بناء على هذا، يمكن القول أنّ التقدّم المادّيّ للكافرين بعد الثورة الأوروبيّة، كان نتيجة لإعراضهم عن الرّوحانيّة ونسيانهم للحياة الآخرة أكثر من كونه نتيجة لعلمهم وجهدهم الأكبر؛ لأنّهم بعد أن ضجروا من مناهضة الكنيسة للعقل طوال ألف عام، عزموا على الإنفصال عن الدّين، وصمّموا وبنوا نظامًا خاليًا من الإيمان بالغيب لا يزال يستمرّ في حياته بثبات وبشكل متزايد. إنّ دور هذا النظام المادّيّ الجديد، الذي قد ألقى بظلاله على العالم بأسره، في نشر الدّنيويّة وإضفاء الطابع المؤسّسيّ عليها، واضح وبارز للغاية؛ لأنّ هذا النظام الإلحاديّ، على مدى القرنين الأخيرين، باستخدام أدوات دعائيّة جديدة وخلق دورة غير طبيعيّة من العرض والطلب، حوّل الدّنيويّة إلى الثّقافة الرّسميّة والعامّة في العالم؛ لدرجة أنّه حتّى البلاد الإسلاميّة لم تسلم من نفوذها، وأكثر المسلمين فقدوا اهتمامهم بالآخرة تحت سيطرتها؛ لأنّه من المشهود أنّ الأولويّة الفرديّة والإجتماعيّة لأكثر المسلمين اليوم، هي توفير سبل العيش والرّفاهيّة المادّيّة، في حين أنّ الأولويّة الفرديّة والإجتماعيّة في الإسلام هي توفير الآخرة والمثل الإسلاميّة، التي بالطبع عند توفيرها، سيتمّ توفير سبل العيش والرّفاهيّة المادّيّة أيضًا بشكل مناسب وعادل.

[عواقب النّزعة الدّنيويّة]

إنّها حقيقة هامّة أنّ نتيجة الدّنيويّة، خلافًا للتصوّر السائد، ليست تحسّن الوضع في الدّنيا؛ لأنّ الدّنيويّة هي الإعراض عن الآخرة، والإعراض عن الآخرة هو إعراض عن العدالة والقيم الأخلاقيّة، وهذا ليس فقطّ لا يؤدّي إلى تحسّن الوضع في الدّنيا، بل في معادلة عكسيّة، يؤدّي إلى زيادة الفجوة الطبقيّة، وبالتّالي إلى الحرب؛ في حين أنّ الحرب وحدها تستطيع أن تدمّر جميع الإنجازات الدّنيويّة.

↑[١] . الإنسان/ ٢٧
↑[٢] . التّوبة/ ٣٨