السبت ٢٧ ربيع الأول ١٤٤٧ هـ الموافق لـ ٢٠ سبتمبر/ ايلول ٢٠٢٥ م
المنصور الهاشمي الخراساني
 جديد الكتب: تمّ نشر الكتاب القيّم «مناهج الرّسول صلّى اللّه عليه وآله وسلّم؛ مجموعة أقوال السيّد العلّامة المنصور الهاشميّ الخراسانيّ حفظه اللّه تعالى». اضغط هنا لتحميله. جديد الأسئلة والأجوبة: ما هو رأيكم في الخبر الذي رواه الطوسيّ في كتاب «الغيبة» (ص٤٤٧) بإسناده عن الإمام جعفر الصادق أنّه قال: «من يضمن لي موت عبد اللّه أضمن له القائم»، يعني المهديّ، ثم قال: «إذا مات عبد اللّه لم يجتمع الناس بعده على أحد، ولم يتناه هذا الأمر دون صاحبكم إن شاء اللّه». هل هذا الخبر صحيح أم غير صحيح؟ اضغط هنا لقراءة الجواب. جديد المقالات والملاحظات: تمّ نشر ملاحظة جديدة بعنوان «عن حال العراق اليوم» بقلم «منتظر». اضغط هنا لقراءتها. جديد الشبهات والردود: لا شكّ أنّ رايتكم راية الحقّ؛ لأنّها تدعو إلى المهديّ بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن، ولكن قد تأخّر ظهورها إلى زمان سوء. فلما لم تظهر قبل ذلك، ولما تأخّرت حتّى الآن؟! اضغط هنا لقراءة الرّدّ. جديد الدروس: دروس من جنابه في حقوق العالم الذي جعله اللّه في الأرض خليفة وإمامًا وهاديًا بأمره؛ ما صحّ عن النّبيّ في ذلك؛ الحديث ٢. اضغط هنا لقراءته. لقراءة أهمّ محتويات الموقع، قم بزيارة الصفحة الرئيسيّة. جديد الأقوال: ثلاثة أقوال من جنابه في حكم التأمين. اضغط هنا لقراءتها. جديد الرسائل: جزء من رسالة جنابه إلى بعض أصحابه يعظه فيها ويحذّره من الجليس السوء. اضغط هنا لقراءتها. جديد السمعيّات والبصريّات: تمّ نشر فيلم جديد بعنوان «الموقع الإعلامي لمكتب المنصور الهاشمي الخراساني (٢)». اضغط هنا لمشاهدته وتحميله. لقراءة أهمّ محتويات الموقع، قم بزيارة الصفحة الرئيسيّة.
loading

٣ . الأهواء النّفسانيّة

مانع آخر للمعرفة هو «الأهواء النّفسانيّة»؛ لأنّ نفس الآدميّ، بمقتضى غرائزها، لها استحسانات واستقباحات لا توافق الواقع بالضّرورة، وتؤثّر على معرفتها به؛ كما قال اللّه تعالى: ﴿وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ۖ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ[١]. هذه الإستحسانات والإستقباحات التي تنبع من عواطف الآدميّ ولا توافق عقله، تخلق في ذهنه تفاؤلات وتشاؤمات تمنع عقله من الواقعيّة؛ لأنّ عقله في سياج حبّه وبغضه، لا يقدر على معرفة الحسن والقبيح، ويُدفع إلى اعتبار محبوبه حسنًا ومبغوضه قبيحًا؛ كما قالوا: «حُبُّ الشَّيْءِ يُعْمِي وَيُصِمُّ»[٢]؛ بمعنى أنّ حبّ الشيء قبل معرفته، يؤثّر على معرفته ويؤدّي إلى أن لا يُعرف قبحه؛ كما أنّ بغض الشيء قبل معرفته، يؤثّر على معرفته ويؤدّي إلى أن لا يُعرف حسنه. لذلك، فإنّ حبّ الشيء أو بغضه ليس معقولًا قبل أن يُعرف، وإنّما يكون معقولًا بعد معرفته؛ لأنّ حبّ الشيء هو باعتبار أنّه حسن، وبغض الشيء هو باعتبار أنّه قبيح، والحسن والقبح حقيقتان وراء نفس الآدميّ، ولا تتبعان مشاعره الدّاخليّة. بالإضافة إلى ذلك، فإنّ مشاعره الدّاخليّة ليست فقطّ لا تتلازم مع الواقع، بل تتعدّد بتعداد الآدميّين، وهذا لا يخلق شيئًا سوى التضادّ الذي يؤدّي إلى الفساد؛ كما قال اللّه تعالى: ﴿وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ[٣]. لذلك، يجب أن تكون رغبات الآدميّ خاضعة لمعرفته، ولا تكون معرفته خاضعة لرغباته؛ لأنّه إذا كانت معرفته خاضعة لرغباته، فعسى أن لا يرغب حقًّا فيعتبره باطلًا؛ كما قال اللّه تعالى: ﴿أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ[٤]، وقال: ﴿لَقَدْ جِئْنَاكُمْ بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ[٥]، بل ربما تشتدّ كراهية الآدميّ للحقّ إلى درجة يفضّل فيها الموت على قبوله؛ كالذين قال اللّه تعالى فيهم: ﴿وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ![٦]

↑[١] . البقرة/ ٢١٦
↑[٢] . قال أبو عبيد (ت٢٢٤هـ) في «الأمثال» (ص٢٢٤): «هَذَا الْمَثَلُ يُرْوَى عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ»، وقد روي في بعض المصادر مرفوعًا، إلّا أنّ الوقف أشبه عندهم (انظر: الدّرر المنتثرة في الأحاديث المشتهرة للسيوطيّ، ص١٠٦).
↑[٣] . المؤمنون/ ٧١
↑[٤] . البقرة/ ٨٧
↑[٥] . الزّخرف/ ٧٨
↑[٦] . الأنفال/ ٣٢