السبت ٢٧ ربيع الأول ١٤٤٧ هـ الموافق لـ ٢٠ سبتمبر/ ايلول ٢٠٢٥ م
المنصور الهاشمي الخراساني
 جديد الكتب: تمّ نشر الكتاب القيّم «مناهج الرّسول صلّى اللّه عليه وآله وسلّم؛ مجموعة أقوال السيّد العلّامة المنصور الهاشميّ الخراسانيّ حفظه اللّه تعالى». اضغط هنا لتحميله. جديد الأسئلة والأجوبة: ما هو رأيكم في الخبر الذي رواه الطوسيّ في كتاب «الغيبة» (ص٤٤٧) بإسناده عن الإمام جعفر الصادق أنّه قال: «من يضمن لي موت عبد اللّه أضمن له القائم»، يعني المهديّ، ثم قال: «إذا مات عبد اللّه لم يجتمع الناس بعده على أحد، ولم يتناه هذا الأمر دون صاحبكم إن شاء اللّه». هل هذا الخبر صحيح أم غير صحيح؟ اضغط هنا لقراءة الجواب. جديد المقالات والملاحظات: تمّ نشر ملاحظة جديدة بعنوان «عن حال العراق اليوم» بقلم «منتظر». اضغط هنا لقراءتها. جديد الشبهات والردود: لا شكّ أنّ رايتكم راية الحقّ؛ لأنّها تدعو إلى المهديّ بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن، ولكن قد تأخّر ظهورها إلى زمان سوء. فلما لم تظهر قبل ذلك، ولما تأخّرت حتّى الآن؟! اضغط هنا لقراءة الرّدّ. جديد الدروس: دروس من جنابه في حقوق العالم الذي جعله اللّه في الأرض خليفة وإمامًا وهاديًا بأمره؛ ما صحّ عن النّبيّ في ذلك؛ الحديث ٢. اضغط هنا لقراءته. لقراءة أهمّ محتويات الموقع، قم بزيارة الصفحة الرئيسيّة. جديد الأقوال: ثلاثة أقوال من جنابه في حكم التأمين. اضغط هنا لقراءتها. جديد الرسائل: جزء من رسالة جنابه إلى بعض أصحابه يعظه فيها ويحذّره من الجليس السوء. اضغط هنا لقراءتها. جديد السمعيّات والبصريّات: تمّ نشر فيلم جديد بعنوان «الموقع الإعلامي لمكتب المنصور الهاشمي الخراساني (٢)». اضغط هنا لمشاهدته وتحميله. لقراءة أهمّ محتويات الموقع، قم بزيارة الصفحة الرئيسيّة.
loading

لذلك، فإنّ معارضة الفلسفة لا ينبغي أن تؤدّي إلى معارضة العقل؛ لأنّ العقل لا يساوي الفلسفة، والإلتزام به لا يستلزم الإلتزام بالفلسفة. مع أنّ العقل، في الأمور التي لها أهمّيّة خاصّة، يستخدم دقّة نظر خاصّة تشبه دقّة نظر فلسفيّة، ولكن لا ينبغي اعتبار ذلك إقبالًا على الفلسفة بالمعنى المصطلح عليه؛ لأنّ منشأه هو مجرّد بناء العقلاء على النّظر بدقّة أكثر في القضايا الأكثر أهمّيّة؛ كما قال اللّه تعالى لإثبات وحدانيّته: ﴿لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا[١] بتقريب أنّ الآلهة المتعدّدة كانوا منشأ التضادّ، والتضادّ كان منشأ الفساد، في حين أنّ السّماوات والأرض لم تفسدا، فلا جرم ليس فيهما آلهة إلّا اللّه. من الواضح أنّ هذه دقّة نظر عقليّة، ومع ذلك لا يمكن اعتبارها فلسفة؛ لأنّه من المسلّم به أنّ اللّه ليس فيلسوفًا، ولا يُعتبر كتابه كتابًا فلسفيًّا. بناء على هذا، فإنّ النّظر بدقّة عقليّة في قضايا مهمّة مثل العقائد، حتّى مع عدم قبول الفلسفة، هو ممكن وجائز. كما أنّني أيضًا لا أحبّ الفلسفة؛ لأنّها وإن كانت بعض نتائجها صحيحة، إلّا أنّ أسلوبها يختلف عن أسلوب العقلاء، وهي أكثر ذهنيّة وتجريديّة ممّا ينفعهم. لذلك، فإنّي أرى الفلسفة أمرًا غير عقلائيّ؛ لأنّها حسب تعريفي، تفكير في أمور لا يفكّر فيها العقلاء عادة، كأصالة الوجود والماهيّة وأحكام الجوهر والأعراض، وإلّا فإنّ التفكير في أمور يفكّر فيها العقلاء عادة، حتّى إذا كان بدقّة نظر عقليّة، لا يعتبر فلسفة، بل هو مجرّد التعقّل. بناء على هذا، فإنّ ما يميّز الفلسفة من التعقّل أكثر من أسلوبها هو موضوعها.

مبدأ الحسن والقبح

يتّضح ممّا قلناه أنّ التنازع الذي مضى عليه ألف عام بين الأشاعرة والعدليّة في مبدأ الحسن والقبح لم يكن له وجه، بل كان تنازعًا لفظيًّا؛ إذ كان الأشاعرة يعتقدون أنّ مبدأ الحسن والقبح هو أمر اللّه ونهيه، وليس هناك حسن أو قبح قبل أمر اللّه ونهيه؛ بمعنى أنّ كلّ شيء استحسنه اللّه فهو حسن، وكلّ شيء استقبحه اللّه فهو قبيح، وهذا هو المبدأ الذي يسمّونه «الحسن والقبح الشّرعيّين»، وكان العدليّة يعتقدون أنّ مبدأ الحسن والقبح ليس أمر اللّه ونهيه، لكنّ مبدأ أمر اللّه ونهيه هو الحسن والقبح، ومبدأ الحسن والقبح هو العقل دون الشّرع؛ بمعنى أنّ اللّه قد أمر بما هو حسن ونهى عمّا هو قبيح، والحسن والقبح من العناوين الحقيقيّة التي لم تنشأ من اعتبار الشّرع، وهذا هو المبدأ الذي يسمّونه «الحسن والقبح العقليّين»، في حين أنّ العقل والشّرع، حسبما قلناه، ينبعان من منبع واحد ويرجعان إلى مرجع واحد، وهو اللّه الذي لا تفاوت في أفعاله التكوينيّة والتشريعيّة.

↑[١] . الأنبياء/ ٢٢