الإثنين ٢٩ ربيع الأول ١٤٤٧ هـ الموافق لـ ٢٢ سبتمبر/ ايلول ٢٠٢٥ م
المنصور الهاشمي الخراساني
 جديد الكتب: تمّ نشر الكتاب القيّم «مناهج الرّسول صلّى اللّه عليه وآله وسلّم؛ مجموعة أقوال السيّد العلّامة المنصور الهاشميّ الخراسانيّ حفظه اللّه تعالى». اضغط هنا لتحميله. جديد الأسئلة والأجوبة: ما هو رأيكم في الخبر الذي رواه الطوسيّ في كتاب «الغيبة» (ص٤٤٧) بإسناده عن الإمام جعفر الصادق أنّه قال: «من يضمن لي موت عبد اللّه أضمن له القائم»، يعني المهديّ، ثم قال: «إذا مات عبد اللّه لم يجتمع الناس بعده على أحد، ولم يتناه هذا الأمر دون صاحبكم إن شاء اللّه». هل هذا الخبر صحيح أم غير صحيح؟ اضغط هنا لقراءة الجواب. جديد المقالات والملاحظات: تمّ نشر ملاحظة جديدة بعنوان «عن حال العراق اليوم» بقلم «منتظر». اضغط هنا لقراءتها. جديد الشبهات والردود: لا شكّ أنّ رايتكم راية الحقّ؛ لأنّها تدعو إلى المهديّ بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن، ولكن قد تأخّر ظهورها إلى زمان سوء. فلما لم تظهر قبل ذلك، ولما تأخّرت حتّى الآن؟! اضغط هنا لقراءة الرّدّ. جديد الدروس: دروس من جنابه في حقوق العالم الذي جعله اللّه في الأرض خليفة وإمامًا وهاديًا بأمره؛ ما صحّ عن النّبيّ في ذلك؛ الحديث ٢. اضغط هنا لقراءته. لقراءة أهمّ محتويات الموقع، قم بزيارة الصفحة الرئيسيّة. جديد الأقوال: ثلاثة أقوال من جنابه في حكم التأمين. اضغط هنا لقراءتها. جديد الرسائل: جزء من رسالة جنابه إلى بعض أصحابه يعظه فيها ويحذّره من الجليس السوء. اضغط هنا لقراءتها. جديد السمعيّات والبصريّات: تمّ نشر فيلم جديد بعنوان «الموقع الإعلامي لمكتب المنصور الهاشمي الخراساني (٢)». اضغط هنا لمشاهدته وتحميله. لقراءة أهمّ محتويات الموقع، قم بزيارة الصفحة الرئيسيّة.
loading

[العلماء النّصارى]

على سبيل المثال، العلماء النّصارى الذين تولّوا قيادة الكنيسة، هم من الذين لا يعتقدون بحجّيّة العقل ولا يعتبرونه معيار المعرفة. إنّ هؤلاء قد ودّعوا حجّيّة العقل منذ القرن الرابع الميلاديّ الذي اعتقدوا فيه أنّ المسيح هو اللّه وفي نفس الوقت ابنه[١]؛ لأنّ الإعتقاد بألوهيّة المسيح رغم بنوّته للّه، هو تناقض واضح لا يقبله العقل بوجه من الوجوه، والذين كان لديهم مثل هذا الإعتقاد ما كانوا يستطيعون أن يقيموا للعقل وزنًا. لقد أصرّ هؤلاء منذ فترة طويلة على مبدأ أنّ اللّه الواحد هو ثلاثة أقانيم: الأب والإبن وروح القدس[٢]، وهذا يشبه تمامًا القول بأنّ الواحد يساوي الثلاث! لا شكّ أنّ مثل هذا الإعتقاد هو من أمحل المحالات، ولا يستطيع العقل فهم وحدانيّة اللّه مع ألوهيّة الأب والإبن وروح القدس. بالإضافة إلى ذلك، فإنّ الإعتقاد بنشأة اللّه من نفسه، وتحوّله إلى الإنسان، وأزليّة المسيح رغم تولّده من مريم، وكونه فاديًا بنفسه لمغفرة ذنوب الآخرين، وما شابه ذلك، قد حوّل النّصرانيّة إلى دين متناقض وغير عقلانيّ. لهذا السّبب، قد اعتقد أرباب الكنيسة أنّه ليس من الضروريّ معقوليّة العقيدة؛ لأنّ الإيمان قضيّة قلبيّة، ولا حاجة إلى توافقه مع العقل. في الواقع أنّ معيار المعرفة في رأيهم ليس العقل، بل النّصوص الدّينيّة، وبما أنّ النّصوص الدّينيّة تصدّق هذه التناقضات فالإعتقاد بها ضروريّ[٣].

[أهل الحديث المسلمون]

من الغريب رواج هذا النهج المتناقض وغير العقلانيّ في المجتمعات الغربيّة المادّيّة والتجريبيّة، ولكنّ الأغرب من ذلك رواج نهج مشابه له بين المسلمين الذين يلومون النّصارى على هذا النهج! بالتحديد في القرنين الثاني والثالث الهجريّين، ظهر فريق من المسلمين في معارضة فرق مثل المعتزلة وأصحاب الرأي، أنكروا حجّيّة العقل على نهج النّصارى، واعتقدوا بأنّه لا يمكن أن يكون معيار المعرفة.

↑[١] . يشير إلى اجتماعهم في «مجمع نيقية» سنة ٣٢٥ بعد الميلاد، ووضعهم لقانون العقيدة النصرانيّة الحاكم بأنّ المسيح هو اللّه وفي نفس الوقت ابنه، ونصّه هذا: «نؤمن بإله واحد، اللّه الأب، ونؤمن بربّ واحد يسوع المسيح، ابن اللّه الوحيد، المولود من الأب قبل كلّ الدهور، نور من نور، إله حقّ من إله حقّ، مولود غير مخلوق، مساو للأب في الجوهر، الذي به كان كلّ شيء»!
↑[٢] . انظر: قاموس الكتاب المقدّس لمجمع الكنائس الشّرقيّة، ص٢٣٢.
↑[٣] . انظر: نفس المصدر، ص٢٣٣.