الخميس ٦ جمادى الآخرة ١٤٤٧ هـ الموافق لـ ٢٧ نوفمبر/ تشرين الثاني ٢٠٢٥ م
المنصور الهاشمي الخراساني
 جديد الكتب: تمّ نشر الكتاب القيّم «مناهج الرّسول صلّى اللّه عليه وآله وسلّم؛ مجموعة أقوال السيّد العلّامة المنصور الهاشميّ الخراسانيّ حفظه اللّه تعالى». اضغط هنا لتحميله. جديد الأسئلة والأجوبة: ما هو رأيكم في الخبر الذي رواه الطوسيّ في كتاب «الغيبة» (ص٤٤٧) بإسناده عن الإمام جعفر الصادق أنّه قال: «من يضمن لي موت عبد اللّه أضمن له القائم»، يعني المهديّ، ثم قال: «إذا مات عبد اللّه لم يجتمع الناس بعده على أحد، ولم يتناه هذا الأمر دون صاحبكم إن شاء اللّه». هل هذا الخبر صحيح أم غير صحيح؟ اضغط هنا لقراءة الجواب. جديد المقالات والملاحظات: تمّ نشر ملاحظة جديدة بعنوان «عن حال العراق اليوم» بقلم «منتظر». اضغط هنا لقراءتها. جديد الشبهات والردود: لا شكّ أنّ رايتكم راية الحقّ؛ لأنّها تدعو إلى المهديّ بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن، ولكن قد تأخّر ظهورها إلى زمان سوء. فلما لم تظهر قبل ذلك، ولما تأخّرت حتّى الآن؟! اضغط هنا لقراءة الرّدّ. جديد الدروس: دروس من جنابه في حقوق العالم الذي جعله اللّه في الأرض خليفة وإمامًا وهاديًا بأمره؛ ما صحّ عن النّبيّ في ذلك؛ الحديث ٢. اضغط هنا لقراءته. لقراءة أهمّ محتويات الموقع، قم بزيارة الصفحة الرئيسيّة. جديد الأقوال: ثلاثة أقوال من جنابه في حكم التأمين. اضغط هنا لقراءتها. جديد الرسائل: جزء من رسالة جنابه إلى بعض أصحابه يعظه فيها ويحذّره من الجليس السوء. اضغط هنا لقراءتها. جديد السمعيّات والبصريّات: تمّ نشر فيلم جديد بعنوان «الموقع الإعلامي لمكتب المنصور الهاشمي الخراساني (٢)». اضغط هنا لمشاهدته وتحميله. لقراءة أهمّ محتويات الموقع، قم بزيارة الصفحة الرئيسيّة.
loading

بالإضافة إلى ذلك، فإنّها من خلال ترويج النفور من العقل، والبناء على الرّواية، والميل إلى الجبريّة، والإعراض عن أهل البيت، والخضوع للظلم، وغير ذلك من الإتّجاهات غير الإسلاميّة التي قوبلت بترحيب وتأييد من أهل الحديث في القرنين الثاني والثالث، استبدلت الثّقافة الأمويّة بالثّقافة الإسلاميّة، وجعلت معرفة الإسلام الخالص والكامل صعبًا على الأجيال القادمة من المسلمين للغاية.

ممّا لا شكّ فيه أنّ حكومة أبناء أميّة في أكثر الفترات حسّاسيّة من تاريخ المسلمين، حيث كان من الممكن لأيّ حدث فيه أن يصبح مثالًا لهم، أعادت الإسلام إلى زمان غربته في الأيّام الأولى بعد بعثة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم، بل غيّرت طبيعته بالكامل، وحكّمت قراءة له لم تجلب على المسلمين إلّا البؤس والشّقاء، ولا تزال تبعاتها الوخيمة قائمة حتّى يومنا هذا كجرح في جسد المسلمين، بل تزداد عمقًا وسعة مع مرور الوقت، بحيث يبدو أحيانًا أنّه من المستحيل أو البعيد جدًّا تداركها؛ لأنّه إن تجلّت هذه الكارثة الكبيرة في العقود الإسلاميّة الأولى في شكل حكومة واحدة، فقد تجلّت منذ فترة طويلة في شكل عشرات الحكومات، كلّ منها كارثة كبيرة بدورها!

بعد الأمويّين، واصل العبّاسيّون طريقهم، وبشكل محدّد منذ زمن المتوكّل (ت٢٤٧هـ)، أطلقوا نضالًا شاملًا ضدّ مبادئ الإسلام وأركانه، ومن ناحية، من خلال الدّعم المتبادل للمحدّثين السّلبيّين وقتل العلماء المستقلّين وسجنهم، ومن ناحية أخرى، من خلال إثارة الإختلافات الكلاميّة والفقهيّة بينهم، مهّدوا الطريق لتكوّن المذاهب بين المسلمين، وفرضوا عليهم العقائد والأعمال التي تهواها أنفسهم تحت عنوان عقائد وأعمال أهل السّنّة والجماعة. بعد العبّاسيّين، واصل العثمانيّون طريقهم، حتّى بعد هزيمتهم في الحرب العالميّة الأولى، تفكّكت حكومة المسلمين المتمركزة التي كانت تسمّى إلى ذلك الوقت «الخلافة»، وتحوّلت إلى حكومات متفرّقة ومتخاصمة.

لكن في هذه الأثناء، فإنّ أهمّ عنصر من عناصر الثّقافة الأمويّة والعبّاسيّة التي تتعارض مع الثّقافة الإسلاميّة بشكل واضح، ومع ذلك فقد أصبحت اعتقادًا شائعًا بين المسلمين بسبب دعايات الأمويّين والعبّاسيّين، هو إمكان تحقّق الحكومة الإسلاميّة بدون نصّ من اللّه؛