الإثنين ١٧ جمادى الآخرة ١٤٤٧ هـ الموافق لـ ٨ ديسمبر/ كانون الأول ٢٠٢٥ م
المنصور الهاشمي الخراساني
 جديد الكتب: تمّ نشر الكتاب القيّم «مناهج الرّسول صلّى اللّه عليه وآله وسلّم؛ مجموعة أقوال السيّد العلّامة المنصور الهاشميّ الخراسانيّ حفظه اللّه تعالى». اضغط هنا لتحميله. جديد الأسئلة والأجوبة: ما هو رأيكم في الخبر الذي رواه الطوسيّ في كتاب «الغيبة» (ص٤٤٧) بإسناده عن الإمام جعفر الصادق أنّه قال: «من يضمن لي موت عبد اللّه أضمن له القائم»، يعني المهديّ، ثم قال: «إذا مات عبد اللّه لم يجتمع الناس بعده على أحد، ولم يتناه هذا الأمر دون صاحبكم إن شاء اللّه». هل هذا الخبر صحيح أم غير صحيح؟ اضغط هنا لقراءة الجواب. جديد المقالات والملاحظات: تمّ نشر ملاحظة جديدة بعنوان «عن حال العراق اليوم» بقلم «منتظر». اضغط هنا لقراءتها. جديد الشبهات والردود: لا شكّ أنّ رايتكم راية الحقّ؛ لأنّها تدعو إلى المهديّ بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن، ولكن قد تأخّر ظهورها إلى زمان سوء. فلما لم تظهر قبل ذلك، ولما تأخّرت حتّى الآن؟! اضغط هنا لقراءة الرّدّ. جديد الدروس: دروس من جنابه في حقوق العالم الذي جعله اللّه في الأرض خليفة وإمامًا وهاديًا بأمره؛ ما صحّ عن النّبيّ في ذلك؛ الحديث ٢. اضغط هنا لقراءته. لقراءة أهمّ محتويات الموقع، قم بزيارة الصفحة الرئيسيّة. جديد الأقوال: ثلاثة أقوال من جنابه في حكم التأمين. اضغط هنا لقراءتها. جديد الرسائل: جزء من رسالة جنابه إلى بعض أصحابه يعظه فيها ويحذّره من الجليس السوء. اضغط هنا لقراءتها. جديد السمعيّات والبصريّات: تمّ نشر فيلم جديد بعنوان «الموقع الإعلامي لمكتب المنصور الهاشمي الخراساني (٢)». اضغط هنا لمشاهدته وتحميله. لقراءة أهمّ محتويات الموقع، قم بزيارة الصفحة الرئيسيّة.
loading

بمعنى أنّه قبل ذلك اليوم وتبليغ ذلك الحكم الذي كان آخر حكم في الإسلام، لم يكن الدّين كاملًا للمسلمين، ولم تكن النعمة تامّة عليهم، ولم يكن اللّه قد رضي لهم الإسلام دينًا؛ لأنّه كامل، وبالتّالي يرضى الدّين الكامل، ولا يرضى للمسلمين الإسلام النّاقص الذي بعض أجزائه مفقودة؛ لأنّ مثل هذا الإسلام، بسبب نقصه لا يستطيع أن يكمّل أتباعه، بل بسبب عدم التماسك والتناسق بين أجزائه يسبّب التضادّ والفساد، ولذلك فإنّ الإلتزام بالإسلام النّاقص لا يقلّ خطورة من عدم الإلتزام بالإسلام، إن لم يكن أكثر خطورة منه؛ كما أنّ المسلمين لديهم مشاكل أكبر من غيرهم في نواحٍ عديدة، وهذا يرجع إلى التزامهم بالإسلام النّاقص. طبعًا هذا لا يعني ضرورة نبذ الإسلام، بل على العكس من ذلك يعني ضرورة إقامته بشكل كامل؛ لأنّ اللّه بمقتضى كماله قد أكمله وأخبر عن كماله، وإن كان قد ظهر فيه نقص تسبّب في عدم تكامل المسلمين، فذلك لم يكن من عند اللّه، ولكن كان من عند أنفسهم؛ لأنّهم قد أخذوا أجزاء من الإسلام وتركوا أجزاء منه ولم يقيموا كلّه بالكامل، في حين أنّ اللّه قد حذّر من ذلك بصراحة وقال: ﴿أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ۚ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ[١]. من الواضح أنّ خزي المسلمين في الحياة الدّنيا هو نتيجة هذا العمل الإنتقائيّ بالإسلام، ولذلك فإنّ ردّهم إلى أشدّ العذاب في الآخرة أمر محتوم حسبما وعد اللّه. كما هدّد اللّه بصراحة من اتّخذ نهجًا تمييزيًّا في مجال الدّين، واعتبر أنّه من غير الجائز العمل ببعض أجزاء القرآن دون بعضها الأخرى، فقال: ﴿كَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ ۝ الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ ۝ فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ۝ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ[٢]، بل اعتبر نبيّه بريئًا من الذين فرّقوا دينهم ولم يقيموا كلّه كواحد بسيط، فقال: ﴿إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ ۚ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ[٣].

الحاصل أنّ الإسلام يؤدّي إلى تحقّق السّعادة والخلاص من المشاكل إذا أقيم كلّه كحكم واحد؛ نظرًا لأنّ الإسلام هو في الحقيقة حكم واحد، والأجزاء الموجودة فيه تشبه أجزاء موجودة في جهاز تشكّل على تعدّدها جهازًا واحدًا، وعدم عمل كلّ منها يؤثّر على عمل سائر الأجزاء ويمنع الجهاز كلّه من العمل.

↑[١] . البقرة/ ٨٥
↑[٢] . الحجر/ ٩٠-٩٣
↑[٣] . الأنعام/ ١٥٩