الثلاثاء ١٧ ربيع الأول ١٤٤٥ هـ الموافق لـ ٣ أكتوبر/ تشرين الأول ٢٠٢٣ م
المنصور الهاشمي الخراساني
 جديد الأسئلة والأجوبة: كيف يمكنني الإطّلاع على فتاوى العلامة المنصور الهاشمي الخراساني في موضوعات مختلفة كالصلاة والصيام وغير ذلك؟ أليس له رسالة عمليّة؟ اضغط هنا لقراءة الجواب. جديد الدروس: دروس من جنابه في أنّ الأرض لا تخلو من رجل عالم بالدّين كلّه، جعله اللّه فيها خليفة وإمامًا وهاديًا بأمره؛ ما صحّ عن النّبيّ في ذلك؛ الحديث ١. اضغط هنا لقراءته. جديد الشبهات والردود: أريد تفصيلًا من الشيخ المنصور أو من ينوب عنه حول حديث عليّ: «يُدْعَى كُلُّ قَوْمٍ بِإِمَامِ زَمَانِهِمْ، وَكِتَابِ رَبِّهِمْ، وَسُنَّةِ نَبِيِّهِمْ». أريد أسانيده في كتب السنّة ومدى صحّتها. اضغط هنا لقراءة الرّدّ. جديد الكتب: تمّ نشر الكتاب القيّم «فصل الخطاب في الردّ على المدّعي الكذّاب» لمكتب السيّد العلامة المنصور الهاشمي الخراساني حفظه اللّه تعالى. اضغط هنا لتحميله. لقراءة أهمّ محتويات الموقع، قم بزيارة الصفحة الرئيسيّة. جديد الأقوال: قول من جنابه في وصف الدّجّالين وأتباعهم. اضغط هنا لقراءتها. جديد الرسائل: نبذة من رسالة جنابه في توبيخ الذين يرونه يدعو إلى الحقّ ولا يقومون بنصره. اضغط هنا لقراءتها. جديد المقالات والملاحظات: تمّ نشر ملاحظة جديدة بعنوان «العصر المقلوب» بقلم «إلياس الحكيمي». اضغط هنا لقراءتها. جديد السمعيّات والبصريّات: تمّ نشر فيلم جديد بعنوان «الموقع الإعلامي لمكتب المنصور الهاشمي الخراساني (٢)». اضغط هنا لمشاهدته وتحميله. لقراءة أهمّ محتويات الموقع، قم بزيارة الصفحة الرئيسيّة.
loading
قول
 

١ . أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ عُبَيْدٍ الْخُجَنْدِيُّ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ الْمَنْصُورِ الْهَاشِمِيِّ الْخُرَاسَانِيِّ، فَجَرَى ذِكْرُ الشِّيعَةِ، فَقَالَ: لَيْسَ شِيعَةُ أَهْلِ الْبَيْتِ مَنْ يَسُبُّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَلَكِنَّ شِيعَةَ أَهْلِ الْبَيْتِ مَنْ إِذَا دُعِيَ إِلَى رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا مِنْهُمْ وَالْآخَرُ مِنْ غَيْرِهِمْ، مَالَ إِلَى الَّذِي هُوَ مِنْهُمْ وَتَرَكَ الْآخَرَ، ثُمَّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهُمَّ أَهْلُ بَيْتِي أَحَقُّ»[١].

٢ . أَخْبَرَنَا صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّبْزَوَارِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْمَنْصُورَ يَقُولُ: مَنْ لَمْ يَكُنْ مِنْ شِيعَةِ أَهْلِ الْبَيْتِ فَقَدْ هَلَكَ، قُلْتُ: فَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ! قَالَ: لَعَلَّكَ تَرَى أَنَّ شِيعَةَ أَهْلِ الْبَيْتِ هَؤُلَاءِ الْغَوْغَاءُ؟! لَا وَاللَّهِ، قَدْ عَظَّمَ اللَّهُ قَدْرَ أَهْلِ الْبَيْتِ أَنْ يَكُونَ هَؤُلَاءِ شِيعَتَهُمْ، وَلَكِنَّ شِيعَةَ أَهْلِ الْبَيْتِ مَنْ أَعَانَهُمْ عَلَى عَدُوِّهِمْ.

٣ . أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْقَاسِمِ الطِّهْرَانِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْمَنْصُورَ يَقُولُ: مَنْ لَمْ يَكُنْ مِنْ شِيعَةِ أَهْلِ الْبَيْتِ فَلَيْسَ بِمُؤْمِنٍ، قُلْتُ: الشِّيعَةُ؟! وَهَلْ لَقِيتَ مِنْ أَحَدٍ مَا لَقِيتَ مِنَ الشِّيعَةِ؟! فَقَالَ: لَعَلَّكَ تَرَى أَنِّي أُرِيدُ هَؤُلَاءِ السَّفْلَةَ؟! لَا وَاللَّهِ، وَهَلْ هَؤُلَاءِ السَّفْلَةُ إِلَّا قَطِيعٌ مِنَ الثَّعَالِبِ؟! إِنَّمَا شِيعَةُ أَهْلِ الْبَيْتِ مَنْ إِذَا صَارَ النَّاسُ حِزْبَيْنِ دَخَلَ فِي حِزْبِ أَهْلِ الْبَيْتِ.

٤ . أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الدَّامْغَانِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْمَنْصُورَ يَقُولُ: لَيْسَ شِيعَةُ أَهْلِ الْبَيْتِ مَنْ يَمْسَحُ رِجْلَيْهِ فِي الْوُضُوءِ وَيُرْسِلُ يَدَيْهِ فِي الصَّلَاةِ، وَلَكِنَّ شِيعَةَ أَهْلِ الْبَيْتِ مَنْ إِذَا دُعِيَ إِلَى إِمَامٍ عَادِلٍ مِنْهُمْ لِيَنْصُرَهُ أَجَابَ، وَإِنْ غَسَلَ رِجْلَيْهِ فِي الْوُضُوءِ وَقَبَضَ يَدَيْهِ فِي الصَّلَاةِ، قُلْتُ: أَلَيْسَ يَعْصِي أَهْلَ الْبَيْتِ فِيهِمَا؟! فَنَظَرَ إِلَيَّ نَظَرَ مُغْضَبٍ، فَقَالَ: يُطِيعُهُمْ فِي أَكْبَرَ مِنْهُمَا! أَلَا يَعْصِيهِمْ هَؤُلَاءِ الْمُخْتَالُونَ فِي شَيْءٍ -يَعْنِي الشِّيعَةَ؟! وَاللَّهِ لَوَدَدْتُ أَنْ يَكُونَ فِيهِمْ عَشَرَةُ رِجَالٍ يَعْرِفُونَ مَا كَانَ عَلَيْهِ أَهْلُ الْبَيْتِ وَيُطِيعُونَهُمْ! يَمْسَحُونَ أَرْجُلَهُمْ فِي الْوُضُوءِ وَيُرْسِلُونَ أَيْدِيَهُمْ فِي الصَّلَاةِ، ثُمَّ إِذَا دُعُوا إِلَى إِمَامٍ عَادِلٍ مِنْهُمْ لِيَنْصُرُوهُ إِذَا هُمْ يَنْكُصُونَ! أَيَطْمَعُونَ أَنْ يَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِأَنَّهُمْ يَتَمَتَّعُونَ بِالنِّسَاءِ؟! لَا وَاللَّهِ، لَيْسَ هَؤُلَاءِ شِيعَةَ أَهْلِ الْبَيْتِ![٢]

٥ . أَخْبَرَنَا ذَاكِرُ بْنُ مَعْرُوفٍ، قَالَ: قُلْتُ لِلْمَنْصُورِ: إِنَّا نُكَلِّمُ الشِّيعَةَ وَالسُّنَّةَ وَالسَّلَفِيَّةَ وَالصُّوفِيَّةَ وَالْقُرْآنِيَّةَ وَكُلَّ صِنْفٍ مِنْ أَصْنَافِ النَّاسِ، وَلَا نَجِدُ فِيهِمْ أَضْعَفَ عَقْلًا، وَلَا أَقَلَّ أَدَبًا، وَلَا أَسْوَأَ خُلْقًا، وَلَا أَكْثَرَ كِذْبًا، وَلَا أَكْبَرَ بُهْتَانًا، وَلَا أَشَدَّ عَدَاوَةً لَكَ وَمَوَدَّةً لِلظَّالِمِينَ مِنَ الشِّيعَةِ! فَنَكَسَ الْمَنْصُورُ رَأْسَهُ وَظَهَرَ فِي وَجْهِهِ حُزْنٌ عَظِيمٌ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: لَيُبْدِيَنَّ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ الشِّيعَةِ مَا كَانَ يَخْفَى! فَقَالَ: كَانَ فِي الشِّيعَةِ مَحَاسِنُ كَثِيرَةٌ مَا دَامَ عَلِيٌّ فِيهِمْ، فَلَمَّا قُتِلَ -رَحِمَهُ اللَّهُ- وَهَنُوا، وَضَعُفُوا، وَاسْتَكَانُوا، وَغَرَّتْهُمُ الْأَمَانِيُّ، وَشَاعَ فِيهِمُ الْفُسُوقُ، حَتَّى لَمْ يَبْقَ مِنْ مَحَاسِنِهِمْ إِلَّا اثْنَانِ، وَكَانَا يُحَبِّبَانِهِمْ إِلَيْنَا مَعَ كَثْرَةِ قَبَائِحِهِمْ، وَهُمَا إِخْلَاصُ الْوِلَايَةِ لِأَهْلِ الْبَيْتِ، وَمُدَارَاةُ النَّاسِ بِالْكِتْمَانِ، فَكُنَّا نَصْبِرُ عَلَى قَبَائِحِهِمْ لِأَجْلِهِمَا وَنَقُولُ يَغْفِرُ اللَّهُ لَهُمْ، فَلَمَّا وَقَعَتِ الْغَيْبَةُ وَطَالَتِ الْفَتْرَةُ، ذَهَبَتْ مَحَاسِنُهُمْ كُلُّهَا، وَبَقِيَتْ قَبَائِحُهُمْ! فَصَارُوا يَتَّخِذُونَ الْوَلَائِجَ، وَيَهْتِكُونَ السُّتُورَ، وَيَقْتَحِمُونَ الْبِدَعَ وَالْآثَامَ! فَهُمُ الْيَوْمَ شَرٌّ لَا خَيْرَ فِيهِ! فَقَاتَلَ اللَّهُ طَائِفَةً خَرَجُوا مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ، وَسَقَطُوا عَلَى الْأَرْضِ مِنْ فَوْقِ السَّمَاوَاتِ!

٦ . أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَبِيبٍ الطَّبَرِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْمَنْصُورَ يَقُولُ: إِنَّ هَؤُلَاءِ الْأَفَاعِي يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ مِنْ شِيعَةِ عَلِيٍّ وَأَنِّي لَسْتُ مِنْ شِيعَتِهِ! فَقَدْ جَاؤُوا ظُلْمًا وَزُورًا! إِنَّمَا شِيعَةُ عَلِيٍّ مَنْ يَحْذُو حَذْوَهُ وَيَتَخَلَّقُ بِأَخْلَاقِهِ، وَكَانَ عَلِيٌّ لَا يَكْذِبُ، وَلَا يَبْهَتُ، وَلَا يَقْذِفُ، وَلَا يَسُبُّ، وَلَا يُثِيرُ الْفِتْنَةَ، وَلَا يُغْرِي الْعَدَاوَةَ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ، وَلَا يَلْعَنُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ، وَلَا يَرْمِي عَائِشَةَ بِالْقَبِيحِ، وَلَا يُكَفِّرُ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارَ، وَلَا يَنْسِبُ أَهْلَ بَدْرٍ إِلَى النِّفَاقِ، وَلَا يَرْضَى بِالْغُلُوِّ فِي نَفْسِهِ، وَلَا يَقُولُ إِنِّي أَعْلَمُ الْغَيْبَ، وَلَا يَقُولُ أَنَّ الْخَلْقَ مُفَوَّضٌ إِلَيَّ أَتَصَرَّفُ فِيهِ بِمَا أَشَاءُ[٣]، وَلَا يَلْطِمُ نَفْسَهُ عِنْدَ مُصِيبَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أَوْ مُصِيبَةِ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلَامُ[٤]، وَلَا يَدْعُوهُمَا بِالْغَيْبِ لِيَقْضِيَا حَوَائِجَهُ، وَلَا يَأْمُرُ بِتَقْلِيدِ النَّاسِ، وَلَا يَجْعَلُ لَهُمْ وِلَايَةً كَوِلَايَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ[٥]، وَلَا يَقُولُ أَنَّ حِفْظَ مُلْكِهِ أَوْلَى مِنْ حِفْظِ الْإِسْلَامِ، بَلْ تَرَكَ الْمُلْكَ لِيَحْفَظَ الْإِسْلَامَ، وَلَا يَسْتَحِلُّ مُخَالَفَةَ الْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ لِمَصْلَحَةِ دُنْيَاهُ، وَلَا يَرْضَى بِالذُّلِّ، وَلَا يَسْتَعِينُ بِالْكَافِرِينَ، وَلَا يُعِينُ الظَّالِمِينَ عَلَى ظُلْمِهِمْ، وَلَا يُصَانِعُهُمْ طَمَعًا فِي دُنْيَاهُمْ أَوْ خَوْفًا مِنْ قَلِيلِ الْأَذَى يُسَمِّي ذَلِكَ تَقِيَّةً، وَلَا يَأْخُذُ بِخَبَرٍ يَرْوِيهِ وَاحِدٌ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ إِلَّا أَنْ يَسْتَحْلِفَهُ فَيَحْلِفَ لَهُ، وَلَا يَفْعَلُ كَثِيرًا غَيْرَ ذَلِكَ مِمَّا يَفْعَلُ هَؤُلَاءِ وَأَنَا خِلْوٌ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ، فَلْيَرْجِعُوا الْآنَ إِلَى أَنْفُسِهِمْ وَلْيَقْضُوا مَنْ أَشْبَهُنَا بِعَلِيٍّ؟! هُمْ أَمْ أَنَا؟! فَإِنْ شَهِدَتْ قُلُوبُهُمْ وَاعْتَرَفَتْ ضَمَائِرُهُمْ بِأَنِّي أَشْبَهُ مِنْهُمْ بِعَلِيٍّ، فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَكُفُّوا عَنْ سَبِّي وَظُلْمِي وَعَدَاوَتِي وَتَحْرِيضِ النَّاسِ عَلَيَّ وَأَخْذِ أَصْحَابِي وَذَوِي مَوَدَّتِي وَحَبْسِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ، فَإِنِّي أَدْعُوهُمْ إِلَى إِمَامٍ عَادِلٍ مِنْ ذُرِّيَّةِ عَلِيٍّ[٦]، وَهُمْ أَوْلَى النَّاسِ بِإِجَابَةِ دَعْوَتِي وَالْمُسَارَعَةِ فِي نُصْرَتِي إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ، وَلَكِنَّهُمْ مَجْبُولُونَ عَلَى الْكِذْبِ وَالتَّعَصُّبِ وَالْكِبْرِ، وَيُشَاقُّونَنِي ﴿حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ۖ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ[٧].

٧ . أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْجُوزَجَانِيُّ، قَالَ: قُلْتُ لِلْمَنْصُورِ: لَا أَرَى مَعَكَ مِنَ الشِّيعَةِ إِلَّا كُلَّ ضَعِيفٍ وَضَعِيفَةٍ! فَأَيْنَ فُضَلَاؤُهَا وَشُجْعَانُهَا؟! فَقَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ! إِنَّ اللُّصُوصَ بِإِيرَانَ سَبَقُونِي إِلَى الشِّيعَةِ، فَنَهَبُوا كُنُوزَهَا وَأَفْسَدُوا مَعَادِنَهَا، وَلَمْ يَتْرُكُوا لِي إِلَّا الْحَجَرَ وَالْمَدَرَ! أَلَا وَاللَّهِ لَئِنْ وَجَدْتُ عَلَيْهِمْ أَعْوَانًا لَكَانَ لَهُمْ مِنِّي يَوْمٌ عَسِيرٌ!

٨ . أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطَّالَقَانِيُّ، قَالَ: دَخَلَ عَلَى الْمَنْصُورِ جَمَاعَةٌ مِنَ الشِّيعَةِ، فَسَأَلُوهُ عَنْ أَشْيَاءَ فَأَجَابَهُمْ فِيهَا بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، فَرَدُّوا عَلَيْهِ وَقَالُوا: لَيْسَ هَذَا مِنْ مَذْهَبِنَا! فَغَضِبَ الْمَنْصُورُ غَضَبًا شَدِيدًا، فَقَالَ لَهُمْ: لَعَلَّكُمْ تَحْسَبُونَ أَنَّكُمْ مِنْ شِيعَةِ عَلِيٍّ؟! قَالُوا: نَعَمْ، فَقَالَ: لَيْسَ كَمَا تَحْسَبُونَ، أَمَا وَاللَّهِ لَوْ كَانَ عَلِيٌّ فِيكُمْ لَقَتَلَ كَثِيرًا مِنْكُمْ كَمَا قَتَلَ إِخْوَانَكُمْ يَوْمَ الْجَمَلِ وَالنَّهْرَوَانِ! ثُمَّ قَالَ: لَعَلَّكُمْ تَحْسَبُونَ أَنِّي لَسْتُ مِنْ شِيعَةِ عَلِيٍّ؟! قَالُوا: نَعَمْ، فَقَالَ: كَذَبْتُمْ، أَنَا مِنْ شِيعَتِهِ وَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ شِيعَةٌ غَيْرِي وَغَيْرَ أَصْحَابِي! قَالُوا: أَلَسْنَا نُحِبُّهُ؟! قَالَ: لَوْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَهُ لَاتَّبَعْتُمُوهُ! قَالُوا: إِنَّا وَاللَّهِ لَنُحِبُّهُ! قَالَ: إِذًا تُحِبُّونَ رَجُلًا لَا تَعْرِفُونَهُ وَلَوْ أَنَّكُمْ عَرَفْتُمُوهُ لَأَبْغَضْتُمُوهُ كَمَا أَبْغَضَهُ الَّذِينَ لَمْ يَتَّبِعُوهُ مِثْلَكُمْ، فَقَتَّلَهُمْ تَقْتِيلًا! فَأَنْكَرُوا قَوْلَهُ وَاسْتَعْظَمُوهُ، فَقَالَ: أَلَيْسَ النَّصَارَى يُحِبُّونَ الْمَسِيحَ وَهُمْ لَا يَتَّبِعُونَهُ؟! كَذِلَكَ أَنْتُمْ تُحِبُّونَ عَلِيًّا وَأَنْتُمْ لَا تَتَّبِعُونَهُ! أَلَا يَوْمَ يَرْجِعُ الْمَسِيحُ إِلَى الدُّنْيَا يُقَتِّلُ النَّصَارَى تَقْتِيلًا! فَسَكَتَ الْجَمَاعَةُ كَأَنَّهُمْ أُلْقِمُوا حَجَرًا وَظَنَّ الْمَنْصُورُ أَنَّهُمْ خَافُوا لِقَوْلِهِ وَرَجَعُوا إِلَى أَنْفُسِهِمْ، فَقَالَ لَهُمْ: تُوبُوا إِلَى اللَّهِ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ! فَوَاللَّهِ لَا أَرَى فِيكُمْ مِنْ تَشَيُّعِ عَلِيٍّ إِلَّا اسْمَهُ، وَلَوْ بَقِيتُمْ عَلَى هَذَا لَكُنْتُمْ أَهْوَنَ النَّاسِ عَلَى الْمَهْدِيِّ! ثُمَّ قَامَ عَنْهُمْ حَتَّى إِذَا بَلَغَ الْبَابَ، أَقْبَلَ بِوَجْهِهِ إِلَيْهِمْ وَقَالَ: كَذَبَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ مِنْ شِيعَةِ عَلِيٍّ وَهُوَ يَتَشَيَّعُ لِغَيْرِ الْمَهْدِيِّ!

٩ . أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الشِّيرَازِيُّ، قَالَ: سَأَلْتُ الْمَنْصُورَ عَنْ شَيْءٍ مِنْ سِيرَةِ الْمَهْدِيِّ، فَقَالَ لِي: مَا يَقُولُ هَؤُلَاءِ الطَّيَّارَةُ عِنْدَكُمْ؟[٨] قُلْتُ: وَمَا الطَّيَّارَةُ؟! قَالَ: الشِّيعَةُ، قُلْتُ: يَقُولُونَ إِذَا قَامَ الْمَهْدِيُّ قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا إِلَّا الشِّيعَةَ! فَقَالَ: لَيْسَ كَمَا يَقُولُونَ، وَلَكِنْ إِذَا قَامَ الْمَهْدِيُّ بَدَأَ بِكَذَّابِي الشِّيعَةِ فَقَتَلَهُمْ!

١٠ . أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْهَرَوِيُّ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى الْمَنْصُورِ مَسَاءَ يَوْمٍ، فَسَأَلْتُهُ عَنِ الْمَهْدِيِّ كَيْفَ أَمْسَى؟ فَقَالَ: أَلَا وَاللَّهِ لَقَدْ أَمْسَى وَمَا أَحَدٌ أَعْدَى لَهُ مِمَّنْ يَنْتَحِلُ مَوَدَّتَهُ! ثُمَّ قَالَ: إِنَّ مِنَ الْمُتَشَيِّعِينَ لَمَنْ هُوَ شَرٌّ مِنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسِ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا! قُلْتُ: وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا؟! قَالَ: نَعَمْ وَاللَّهِ، وَهُمُ الَّذِينَ يَسُبُّونَ الْمَهْدِيَّ! قُلْتُ: سُبْحَانَ اللَّهِ! وَمَنْ يَسُبُّ مِنْهُمُ الْمَهْدِيَّ؟! قَالَ: الَّذِينَ يَسُبُّونَنِي وَهُمْ يَعْلَمُونَ أَنِّي أَدْعُوهُمْ إِلَى الْمَهْدِيِّ، فَيَسُبُّونَ بِذَلِكَ الْمَهْدِيَّ!

١١ . أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَلْخِيُّ، قَالَ: كُنَّا مَعَ الْمَنْصُورِ فِي طَرِيقٍ، فَمَرَّ عَلَيْنَا رِجَالٌ مِنَ الشِّيعَةِ وَهُمْ يَضْرِبُونَ صُدُورَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ، وَيَقُولُونَ: لَبَّيْكَ يَا حُسَيْنُ! لَبَّيْكَ يَا حُسَيْنُ! فَأَقْبَلَ عَلَيْنَا وَقَالَ: أَلَا إِنَّ الْحُسَيْنَ لَبَرِيءٌ مِنْهُمْ، كَمَا تَبَرَّأَ مِنْهُمْ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ! قُلْنَا: وَهَلْ تَبَرَّأَ مِنْهُمْ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ؟! قَالَ: نَعَمْ، بَلَغَهُ أَنَّ رِجَالًا مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ يَقُولُونَ: لَبَّيْكَ يَا جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ لَبَّيْكَ! فَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ وَقَالَ: مَا كَانَتْ تَلْبِيَةُ الْأَنْبِيَاءِ هَكَذَا! إِنَّمَا لَبَّيَتْ بِلَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ! ثُمَّ قَالَ الْمَنْصُورُ: أَمَا وَاللَّهِ لَوْلَا هَؤُلَاءِ السَّفْلَةُ لَدَخَلَ النَّاسُ فِي هَذَا الْأَمْرِ[٩] أَفْوَاجًا، وَلَكِنَّهُمْ بَدَّلُوهُ وَقَبَّحُوهُ وَبَغَّضُوهُ!

١٢ . أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْقَاسِمِ الطِّهْرَانِيُّ، قَالَ: جَاءَ إِلَى الْمَنْصُورِ رِجَالٌ مِنَ الشِّيعَةِ، فَقَالَ لَهُمْ: مَا جَاءَ بِكُمْ؟ قَالُوا: جِئْنَا لِنُنَاظِرَكَ! فَقَالَ: إِنِّي لَا أُنَاظِرُ غَيْرَ عُلَمَائِكُمْ، قَالُوا: نَحْنُ مِنَ الْعُلَمَاءِ، فَقَالَ: أَتَرَوْنَ أَنِّي لَا أَعْرِفُ عُلَمَاءَكُمْ مِنْ جُهَّالِكُمْ؟! مَنِ اعْتَادَ الْجَمْعَ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ فَهُوَ مِنْ جُهَّالِكُمْ، أَفِيكُمْ رَجُلٌ يُفَرِّقُ؟ قَالُوا: لَا، قَالَ: فَاذْهَبُوا، فَإِنِّي لَا أُنَاظِرُ غَيْرَ عُلَمَائِكُمْ!

شرح القول:

هذه الأقوال العميقة والمهمّة، بفصاحتها الفريدة وصراحتها المدهشة، تبيّن الفرق العظيم الذي بين الشيعة الصادقين والشيعة الكاذبين، وتفضح التشيّع المزيّف الذي يخلق السفلة ويربّي الثعالب والأفاعي، وتكسر كبرياءه بحيث لا تنجبر إلى يوم القيامة!

فسلام اللّه ورحمته على المنصور الهاشمي الخراساني، هذا السراج المنير، الذي يزيل ظلمة الجهل والضلالة، ويكشف النقاب عن وجه المنافقين والمخادعين، ويمهّد الطريق لظهور المهديّ.

↑[١] . رواه ابن أبي شيبة في «المصنف» (ج٦، ص٣٧٠)، وأحمد في «المسند» (ج٢٨، ص١٩٥)، والحاكم في «المستدرك على الصحيحين» (ج٣، ص١٥٩)، وغيرهم، وصحّحه البيهقي وابن حبان والذهبي وغيرهم.
↑[٢] . لمعرفة رأيه حول غسل الرّجلين في الوضوء، راجع: كتاب «العودة إلى الإسلام» (ص٢٨١)، ولمعرفة رأيه حول قبض اليدين في الصلاة، راجع: السؤال والجواب ٦١.
↑[٣] . إشارة إلى قولهم بالولاية التكوينيّة لأهل البيت.
↑[٥] . إشارة إلى قولهم بالولاية المطلقة للفقيه. راجع: كتاب «العودة إلى الإسلام» (ص٥٧).
↑[٦] . يعني المهديّ.
↑[٧] . البقرة/ ١٠٩
↑[٨] . يريد بالطيّارة الغلاة.
↑[٩] . يعني التشيّع الحقيقيّ لأهل البيت.
المشاركة
شارك هذا مع أصدقائك، لتساعد في نشر المعرفة. إنّ من شكر العلم تعليمه للآخرين.
البريد الإلكتروني
تلجرام
فيسبوك
تويتر
يمكنك أيضًا قراءة هذا باللغات التالية:
إذا كنت معتادًا على لغة أخرى، يمكنك ترجمة هذا إليها. [استمارة الترجمة]