الجمعة ١٨ رمضان ١٤٤٥ هـ الموافق لـ ٢٩ مارس/ آذار ٢٠٢٤ م
المنصور الهاشمي الخراساني
 جديد الأسئلة والأجوبة: اختلف المسلمون في تعيين ليلة القدر، فأيّ ليلة هي عند السيّد المنصور حفظه اللّه تعالى؟ اضغط هنا لقراءة الجواب. جديد الدروس: دروس من جنابه في حقوق العالم الذي جعله اللّه في الأرض خليفة وإمامًا وهاديًا بأمره؛ ما صحّ عن النّبيّ في ذلك؛ الحديث ٢١. اضغط هنا لقراءته. جديد الشبهات والردود: إنّي قرأت كتاب «العودة إلى الإسلام» للمنصور الهاشمي الخراساني، فوجدته أقرب إلى الحقّ بالنسبة لما يذهب إليه الشيعة، ولكنّ المنصور أيضًا مشرك وكافر مثلهم؛ لأنّه قد فسّر آيات القرآن برأيه؛ لأنّك إذا قرأت ما قبل كثير من الآيات التي استدلّ بها على رأيه أو ما بعدها علمت أنّها لا علاقة لها بموضوع البحث؛ منها آية التطهير، فإنّ اللّه قد خاطب فيها نساء النبيّ، ولكنّ المنصور جعلها مقصورة على عليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، وأثبت بها إمامتهم من عند اللّه! اضغط هنا لقراءة الرّدّ. جديد الكتب: تمّ نشر الطبعة الخامسة من الكتاب القيّم «الكلم الطّيّب؛ مجموعة رسائل السّيّد العلامة المنصور الهاشميّ الخراسانيّ حفظه اللّه تعالى». اضغط هنا لتحميله. لقراءة أهمّ محتويات الموقع، قم بزيارة الصفحة الرئيسيّة. جديد الرسائل: جزء من رسالة جنابه إلى بعض أصحابه يعظه فيها ويحذّره من الجليس السوء. اضغط هنا لقراءتها. جديد المقالات والملاحظات: تمّ نشر مقالة جديدة بعنوان «عمليّة طوفان الأقصى؛ ملحمة فاخرة كما يقال أم إقدام غير معقول؟!» بقلم «حسن ميرزايي». اضغط هنا لقراءتها. جديد الأقوال: قولان من جنابه في بيان وجوب العقيقة عن المولود. اضغط هنا لقراءتهما. جديد السمعيّات والبصريّات: تمّ نشر فيلم جديد بعنوان «الموقع الإعلامي لمكتب المنصور الهاشمي الخراساني (٢)». اضغط هنا لمشاهدته وتحميله. لقراءة أهمّ محتويات الموقع، قم بزيارة الصفحة الرئيسيّة.
loading
قول
 

١ . أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَلْخِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْمَنْصُورَ الْهَاشِمِيَّ الْخُرَاسَانِيَّ يَقُولُ: مَنْ وَحَّدَ اللَّهَ فِي الْخَلْقِ وَالرَّزْقِ وَتَدْبِيرِ الْعَالَمِ وَشَهِدَ أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ فَقَدْ أَسْلَمَ، وَلَكِنَّهُ لَيْسَ بِمُؤْمِنٍ حَتَّى يُقِرَّ بِأَنَّ اللَّهَ وَاحِدٌ لَا شَرِيكَ لَهُ فِي الْحُكْمِ وَالْمُلْكِ، لَا يُصْدِرُ حُكْمًا وَلَا يَبْعَثُ مَلِكًا إِلَّا هُوَ، فَإِنْ جَهِلَ ذَلِكَ فَهُوَ ضَالٌّ، وَإِنْ جَحَدَهُ فَهُوَ مُشْرِكٌ.

٢ . أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْهَرَوِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْمَنْصُورَ يَقُولُ: مَنْ أَقَرَّ بِأَنَّ اللَّهَ خَالِقُهُ وَرَازِقُهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَخَاتَمُ النَّبِيِّينَ فَقَدْ أَسْلَمَ، وَلَا يُؤْمِنُ حَتَّى يُقِرَّ بِأَنَّ الْحَرَامَ مَا حَرَّمَهُ اللَّهُ، لَا حَرَامَ غَيْرُهُ، وَأَنَّ الْإِمَامَ مَنْ جَعَلَهُ اللَّهُ إِمَامًا، لَا إِمَامَ غَيْرُهُ، فَإِنْ جَهِلَهُمَا فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا، وَإِنْ دُعِيَ إِلَيْهِمَا ثُمَّ أَنْكَرَهُمَا فَقَدْ أَشْرَكَ.

٣ . أَخْبَرَنَا ذَاكِرُ بْنُ مَعْرُوفٍ الْخُرَاسَانِيُّ، قَالَ: قَالَ الْمَنْصُورُ: مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَنَّ الْجَنَّةَ حَقٌّ وَالنَّارَ حَقٌّ وَالسَّاعَةَ آتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا، وَأَنَّ الصَّلَاةَ وَالزَّكَاةَ وَالصَّوْمَ وَالْحَجَّ وَالْجِهَادَ فَرِيضَةٌ مِنَ اللَّهِ، فَهُوَ مُسْلِمٌ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ إِلَّا بِالْحَقِّ، وَلَكِنَّهُ لَيْسَ بِمُؤْمِنٍ حَتَّى يَشْهَدَ أَنْ لَا حُكْمَ إِلَّا مَا أَنْزَلَهُ اللَّهُ، وَلَا حَاكِمَ إِلَّا مَنِ اخْتَارَهُ اللَّهُ بِآيَةٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ وَصِيَّةٍ مِنْ رَسُولِهِ، فَإِنْ جَهِلَ ذَلِكَ فَقَدْ ضَلَّ وَخَسِرَ، وَإِنْ أُلْقِيَ إِلَيْهِ فَأَبَى فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ، وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ.

٤ . أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْقَاسِمِ الطِّهْرَانِيُّ، قَالَ: سَأَلْتُ الْمَنْصُورَ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ[١]، فَقَالَ: يُؤْمِنُونَ بِأَنَّ اللَّهَ خَالِقُهُمْ وَرَازِقُهُمْ، وَلَكِنَّهُمْ يُشْرِكُونَ بِهِ فِي الْمُلْكِ، فَيَتَّخِذُونَ أَئِمَّةً وَحُكَّامًا لَمْ يَنْصِبْهُمُ اللَّهُ بِأَسْمَائِهِمْ وَأَسْمَاءِ آبَائِهِمْ، وَيُشْرِكُونَ بِهِ فِي الشَّرْعِ، فَيَتَّخِذُونَ قَوَانِينَ وَأَحْكَامًا لَمْ يُنْزِلْهَا اللَّهُ فِي كِتَابٍ وَلَا سُنَّةِ نَبِيٍّ، فَيُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ مُشْرِكُونَ.

٥ . أَخْبَرَنَا صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّبْزَوَارِيُّ، قَالَ: سَأَلْتُ الْمَنْصُورَ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ[٢]، فَقَالَ: هَذَا شِرْكُ طَاعَةٍ، ثُمَّ قَالَ: مَنْ أَطَاعَ غَيْرَ الَّذِي أَمَرَ اللَّهُ بِطَاعَتِهِ فَإِنَّهُ لَمُشْرِكٌ، وَمَنْ حَكَمَ بِغَيْرِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَإِنَّهُ لَمُشْرِكٌ، وَمَنِ اعْتَقَدَ خَالِقًا أَوْ رَازِقًا غَيْرَ اللَّهِ فَإِنَّهُ لَمُشْرِكٌ.

٦ . أَخْبَرَنَا صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّبْزَوَارِيُّ، قَالَ: سَأَلْتُ الْمَنْصُورَ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ[٣]، فَقَالَ: هَذَا شِرْكُ تَشْرِيعٍ، يَتَّخِذُونَ أَئِمَّةً وَوُكَلَاءَ، فَيَشْرَعُونَ لَهُمْ قَوَانِينَ وَأَحْكَامًا لَيْسَتْ فِي كِتَابِ اللَّهِ وَلَا سُنَّةِ نَبِيِّهِ، ثُمَّ قَالَ: مَنِ اتَّخَذَ شَارِعًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَهُوَ مُشْرِكٌ، وَمَنِ اتَّخَذَ حَاكِمًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَهُوَ مُشْرِكٌ، وَمَنِ اتَّخَذَ خَالِقًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَهُوَ مُشْرِكٌ.

٧ . أَخْبَرَنَا وَلِيدُ بْنُ مَحْمُودٍ السِّجِسْتَانِيُّ، قَالَ: سَأَلْتُ الْمَنْصُورَ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ[٤]، فَقَالَ: إِنَّمَا دَعَوْا إِلَيْهِمَا لِأَنَّ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ وَلَا يَجْتَنِبُ الطَّاغُوتَ، قُلْتُ: كَيْفَ يَكُونُ ذَلِكَ جُعِلْتُ فِدَاكَ؟! قَالَ: يُصَلِّي لِلَّهِ وَيَذْبَحُ لَهُ، وَلَكِنْ يَتَّخِذُ سُلْطَانًا يَعْصِي اللَّهَ فَيُطِيعُهُ فِي أَحْكَامِهِ، ثُمَّ قَرَأَ: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ[٥]، فَقَالَ: الْإِيمَانُ بِأَنَّ اللَّهَ خَالِقٌ وَرَازِقٌ هُوَ نَصِيبٌ مِنَ الْكِتَابِ، وَكُلُّ شَارِعٍ غَيْرِ اللَّهِ جِبْتٌ، وَكُلُّ حَاكِمٍ غَيْرِ اللَّهِ طَاغُوتٌ.

٨ . أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَبِيبٍ الطَّبَرِيُّ، قَالَ: سَأَلْتُ الْمَنْصُورَ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ۚ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ[٦]، فَقَالَ: هُوَ شِرْكُ الرَّجُلِ بِاللَّهِ، يُبَايِعُ سُلْطَانًا لَمْ يَأْمُرِ اللَّهُ بِمُبَايَعَتِهِ، فَهُوَ مَوْجٌ يَغْشَاهُ، وَيَرْضَى حُكْمًا لَمْ يُنْزِلْهُ اللَّهُ، فَهُوَ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِ الْمَوْجِ، وَيُؤْمِنُ بِخَالِقٍ أَوْ رَازِقٍ غَيْرِ اللَّهِ، فَهُوَ سَحَابٌ مِنْ فَوْقِ الْمَوْجَيْنِ، ﴿ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا ۗ وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ[٧].

٩ . أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطَّالَقَانِيُّ، قَالَ: سَأَلْتُ الْمَنْصُورَ عَمَّنْ مَاتَ مِنْ أَهْلِ الْقِبْلَةِ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ فِي هَذَا الْأَمْرِ، فَقَالَ: مَنْ مَاتَ مِنْهُمْ وَلَمْ يُبَيَّنْ لَهُ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِي الْحُكْمِ وَالْمُلْكِ فَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ، إِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ وَإِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُ، وَمَنْ مَاتَ بَعْدَ أَنْ أَتَاهُ الْبَيَانُ جَاحِدًا أَوْ شَاكًّا أُدْخِلَ النَّارَ خَالِدًا فِيهَا، وَلَا يُقْبَلُ مِنْهُ عَدْلٌ وَلَا تَنْفَعُهُ شَفَاعَةٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ، قُلْتُ: أَصْلَحَكَ اللَّهُ! وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِمَا؟ قَالَ: أَنْزَلَ أَنَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ، وَأَنَّهُ يُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ يَشَاءُ، مَا كَانَ لِلنَّاسِ الْخِيَرَةُ فِي حُكْمٍ وَلَا مُلْكٍ، ﴿سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ[٨].

١٠ . أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ عُبَيْدٍ الْخُجَنْدِيُّ، قَالَ: قُلْتُ لِلْمَنْصُورِ: إِنِّي لَأَرَى فِي النَّاسِ مَنْ يَخْشَى اللَّهَ وَيَرْغَبُ فِي كُلِّ خَيْرٍ، إِلَّا أَنَّهُ لَا يَعْرِفُ خَلِيفَةَ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ، أَوْ يَعْرِفُهُ وَلَا يَرَى مَا نَرَى مِنَ التَّمْهِيدِ لِحُكْمِهِ، فَاسْتَوَى الْمَنْصُورُ جَالِسًا بَعْدَ أَنْ كَانَ مُتَّكِئًا، فَقَالَ: اعْلَمْ يَا هَاشِمُ! لَوْ أَنَّ عَبْدًا عَمَرَ مَا عَمَرَ نُوحٌ فِي قَوْمِهِ، يَقُومُ اللَّيْلَ وَيَصُومُ النَّهَارَ، ثُمَّ ذُبِحَ مَظْلُومًا كَمَا يُذْبَحُ الْكَبَشُ، وَلَمْ يُحَكِّمْ خَلِيفَةَ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ، فَلَيْسَ بِمُؤْمِنٍ، وَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ لِخَلِيفَتِهِ: ﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ[٩]، قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، أَهُوَ كَافِرٌ؟ قَالَ: لَيْسَ بِكَافِرٍ حَتَّى يَجْحَدَ، قُلْتُ: فَمَا الْجُحُودُ؟ قَالَ: هُوَ أَنْ يُنْكِرَ بَعْدَ مَا تَبَيَّنَ لَهُ، قُلْتُ: فَإِنْ جَحَدَ فَهُوَ كَافِرٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، كَافِرٌ مُشْرِكٌ.

١١ . أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْجُوزَجَانِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْمَنْصُورَ يَقُولُ: إِنَّمَا يَسْتَقْبِلُ هَذِهِ الْقِبْلَةَ ثَلَاثَةٌ: مَنْ سَمِعَ دَعْوَتِي إِلَى تَوْحِيدِ اللَّهِ فِي الشَّرْعِ وَالْمُلْكِ فَأَجَابَهَا وَاجْتَنَبَ الْجِبْتَ وَالطَّاغُوتَ فَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَمَنْ سَمِعَهَا فَلَمْ يُجِبْهَا فَهُوَ مُنَافِقٌ، وَمَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا وَلَمْ يَعْرِفْ ذَلِكَ فَهُوَ مُسْلِمٌ ضَالٌّ حَتَّى يَسْمَعَهَا أَوْ يَقْبِضَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ، قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، أَلَيْسَ هَذَا مُسْتَضْعَفًا؟ قَالَ: إِنْ أَخْلَدَ فِي الْجِبَالِ وَالْأَوْدِيَةِ فَهُوَ مُسْتَضْعَفٌ، وَإِنْ دَخَلَ السُّوقَ وَجَالَسَ النَّاسَ وَأَحَسَّ الْإِخْتِلَافَ فَلَيْسَ بِمُسْتَضْعَفٍ، ثُمَّ رَفَعَ صَوْتَهُ فَنَادَى: أَلَا إِنَّ دَعْوَتِي هَذِهِ لَبَيَانٌ، فَلَا تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَبَّنَا لَمْ يَأْتِنَا بَيَانٌ!

١٢ . أَخْبَرَنَا أَبُو إِبْرَاهِيمَ السَّمَرْقَنْدِيُّ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ الْمَنْصُورِ يَوْمًا مِنْ أَيَّامِ الْوَبَاءِ[١٠]، فَدَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ قَدْ سَتَرَ فَاهُ، فَقَالَ: وَاللَّهِ مَازَالَ النَّاسُ فِي هُدْنَةٍ حَتَّى دَعَوْتَهُمْ إِلَى حُكْمِ اللَّهِ وَمُلْكِهِ، فَتَجَاهَلُوا دَعْوَتَكَ، فَيَنْزِلُ عَلَيْهِمْ كُلَّ يَوْمٍ بَلَاءٌ جَدِيدٌ! فَقَالَ: كَانَ الْقَوْمُ مُؤَجَّلِينَ مَا لَمْ يَبْلُغْهُمْ نِدَائِي، فَإِذَا بَلَغَهُمْ نِدَائِي فَلَمْ يُجِيبُوهُ انْقَطَعَ أَجَلُهُمْ وَجَاءَهُمْ مَا يُوعَدُونَ، أَلَا وَاللَّهِ لَا يَزَالُ يَشْتَدُّ عَلَيْهِمْ يَوْمًا بَعْدَ يَوْمٍ حَتَّى يُجِيبُوا أَوْ يَهْلِكُوا كَمَا هَلَكَ عَادٌ وَثَمُودُ، فَمَكَثَ هُنَيَّةً ثُمَّ قَالَ: إِنَّ هَذَا لَفِي كِتَابِ اللَّهِ، قَالَ الرَّجُلُ: أَيْنَ ذَلِكَ أَصْلَحَكَ اللَّهُ؟ قَالَ: أَلَمْ تَسْمَعْ قَوْلَهُ تَعَالَى: ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ[١١]، وَقَوْلَهُ تَعَالَى: ﴿وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا لَهَا مُنْذِرُونَ ۝ ذِكْرَى وَمَا كُنَّا ظَالِمِينَ[١٢]، وَقَوْلَهُ تَعَالَى: ﴿وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَى[١٣]؟ قَالَ الرَّجُلُ: صَدَقْتَ جُعِلْتُ فِدَاكَ، ثُمَّ أَقْبَلَ الْمَنْصُورُ عَلَيَّ فَقَالَ: لَا تَدْعُوا إِلَى هَذَا الْأَمْرِ مَنْ لَا تَرْجُونَ إِجَابَتَهُ، فَإِنَّ الرَّجُلَ إِذَا دُعِيَ إِلَيْهِ فَلَمْ يُجِبْهُ فَقَدْ بَرِئَ مِنْ ذِمَّةِ اللَّهِ تَعَالَى، قُلْتُ: أَصْلَحَكَ اللَّهُ، أَتَأْسَى عَلَى مَنْ لَا نَرْجُو إِجَابَتَهُ؟! دَعْهُ يُعَجِّلُ اللَّهُ بِرُوحِهِ إِلَى النَّارِ! فَسَكَتَ حَتَّى رَأَيْتُ الْغَضَبَ فِي وَجْهِهِ، فَقُلْتُ: لَا جَرَمَ أَنَّا لَا نَدْعُوهُ، فَقَالَ: ادْعُوا أَوْ لَا تَدْعُوا، فَوَاللَّهِ لَا يَزَالُ يَنْتَشِرُ فِيهِمْ دَعْوَتِي، مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ وَمِنْ قَرْيَةٍ إِلَى قَرْيَةٍ، حَتَّى يَسْمَعَهَا رُعَاةُ الْإِبِلِ فِي الصَّحَارِي وَالصَّيَّادُونَ فِي الْبِحَارِ، ﴿وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ[١٤].

شرح القول:

لقراءة المزيد، راجع مبحث «توحيد اللّه»، ومبحث «اختلاف المسلمين»، ومبحث «حاكميّة غير اللّه»، من كتاب «العودة إلى الإسلام» لهذا العالم العظيم.

↑[١] . يوسف/ ١٠٦
↑[٢] . الأنعام/ ١٢١
↑[٣] . الشّورى/ ٢١
↑[٤] . النّحل/ ٣٦
↑[٥] . النّساء/ ٥١
↑[٦] . النّور/ ٤٠
↑[٧] . النّور/ ٤٠
↑[٨] . القصص/ ٦٨
↑[٩] . النّساء/ ٦٥
↑[١٠] . يعني وباء كورونا.
↑[١١] . التّوبة/ ١١٥
↑[١٢] . الشّعراء/ ٢٠٨-٢٠٩
↑[١٣] . طه/ ١٣٤
↑[١٤] . العنكبوت/ ١١
المشاركة
شارك هذا مع أصدقائك، لتساعد في نشر المعرفة. إنّ من شكر العلم تعليمه للآخرين.
البريد الإلكتروني
تلجرام
فيسبوك
تويتر
يمكنك أيضًا قراءة هذا باللغات التالية:
إذا كنت معتادًا على لغة أخرى، يمكنك ترجمة هذا إليها. [استمارة الترجمة]