الجمعة ٢٦ ربيع الأول ١٤٤٧ هـ الموافق لـ ١٩ سبتمبر/ ايلول ٢٠٢٥ م
المنصور الهاشمي الخراساني
 جديد الكتب: تمّ نشر الكتاب القيّم «مناهج الرّسول صلّى اللّه عليه وآله وسلّم؛ مجموعة أقوال السيّد العلّامة المنصور الهاشميّ الخراسانيّ حفظه اللّه تعالى». اضغط هنا لتحميله. جديد الأسئلة والأجوبة: ما هو رأيكم في الخبر الذي رواه الطوسيّ في كتاب «الغيبة» (ص٤٤٧) بإسناده عن الإمام جعفر الصادق أنّه قال: «من يضمن لي موت عبد اللّه أضمن له القائم»، يعني المهديّ، ثم قال: «إذا مات عبد اللّه لم يجتمع الناس بعده على أحد، ولم يتناه هذا الأمر دون صاحبكم إن شاء اللّه». هل هذا الخبر صحيح أم غير صحيح؟ اضغط هنا لقراءة الجواب. جديد المقالات والملاحظات: تمّ نشر ملاحظة جديدة بعنوان «عن حال العراق اليوم» بقلم «منتظر». اضغط هنا لقراءتها. جديد الشبهات والردود: لا شكّ أنّ رايتكم راية الحقّ؛ لأنّها تدعو إلى المهديّ بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن، ولكن قد تأخّر ظهورها إلى زمان سوء. فلما لم تظهر قبل ذلك، ولما تأخّرت حتّى الآن؟! اضغط هنا لقراءة الرّدّ. جديد الدروس: دروس من جنابه في حقوق العالم الذي جعله اللّه في الأرض خليفة وإمامًا وهاديًا بأمره؛ ما صحّ عن النّبيّ في ذلك؛ الحديث ٢. اضغط هنا لقراءته. لقراءة أهمّ محتويات الموقع، قم بزيارة الصفحة الرئيسيّة. جديد الأقوال: ثلاثة أقوال من جنابه في حكم التأمين. اضغط هنا لقراءتها. جديد الرسائل: جزء من رسالة جنابه إلى بعض أصحابه يعظه فيها ويحذّره من الجليس السوء. اضغط هنا لقراءتها. جديد السمعيّات والبصريّات: تمّ نشر فيلم جديد بعنوان «الموقع الإعلامي لمكتب المنصور الهاشمي الخراساني (٢)». اضغط هنا لمشاهدته وتحميله. لقراءة أهمّ محتويات الموقع، قم بزيارة الصفحة الرئيسيّة.
loading
قول
 

أخبرنا عدّة من أصحابنا، قالوا: خطب العبد الصالح المنصور الهاشميّ الخراسانيّ أيّده اللّه تعالى في جماعة من الناس قبل ظهور الفتن بالشام والعراق[١]، فقال:

أَلَا فَاعْلَمُوا أَنَّ أُفُقَ الْمَغْرِبِ مُظْلِمٌ بِالْغُيُومِ الدَّاكِنَةِ. عَنْ قَرِيبٍ تَهُبُّ عَلَيْكُمْ عَاصِفَةٌ حَمْرَاءُ، فَتَجْتَاحُ أَرْضَكُمْ؛ لَا تَذَرُ سَقْفًا تَلْجَؤُونَ تَحْتَهُ، وَلَا جِدَارًا تَخْتَفُونَ وَرَاءَهُ! حِينَئِذٍ تَتَمَنَّى أُمَّةُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ لَوْ تَفْتَدِي بِنِصْفِ ذُرِّيَّتِهَا لِتَجِدَ الْمَهْدِيَّ فِي وَادٍ مِنْ أَوْدِيَةِ الْحِجَازِ!

أَلَا يَا أَيَّتُهَا الْأُمَّةُ الْجَاهِلَةُ! مَاذَا تَطْلُبِينَ؟! وَمَنْ ذَا تَتَّبِعِينَ؟! إِمَامُكِ الْمَهْدِيُّ. رَاحَةُ لَيَالِيكِ وَبَهْجَةُ أَيَّامِكِ الْمَهْدِيُّ. فَرْحَتُكِ الدَّائِمَةُ وَحَلَاوَةُ حَيَاتِكِ الْمَهْدِيُّ. صَلَاحُ دُنْيَاكِ وَفَلَاحُ آخِرَتِكِ الْمَهْدِيُّ. فَمَا يَمْنَعُكِ مِنْهُ؟! أَمَّنْ يُغْنِيكِ عَنْهُ؟!...

أَتَحْسَبُونَ أَنَّكُمْ فِي غَيْبَتِهِ تَرَوْنَ عَدْلًا وَتَنْجَحُونَ؟! أَمْ تَحْسَبُونَ أَنَّكُمْ فِي غَيْبَتِهِ تَجِدُونَ أَمْنًا وَتَسْعَدُونَ؟! لَا وَاللَّهِ، ثُمَّ لَا وَاللَّهِ، بَلْ تَدْخُلُونَ الْقُبُورَ خَائِبِينَ، كَمَا دَخَلَهَا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ؛ لِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَجْعَلْ فِي غَيْبَةِ خَلِيفَتِهِ خَيْرًا، وَلَمْ يَخْلُقْ فِي دَوْلَةِ غَيْرِهِ بَرَكَةً!

أَقُولُ لَكُمُ الْحَقَّ: فِي غَيْبَتِهِ، سَتَلْصَقُ بُطُونُكُمْ بِظُهُورِكُمْ، وَتَفْتَرِشُونَ الشَّوْكَ! تَسْتَشِيطُونَ غَضَبًا، وَتَتَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ غُدُوًّا وَعَشِيًّا! سَوْفَ تُهْجَرُ مَسَاكِنُكُمْ، وَتُعَطَّلُ أَسْوَاقُكُمْ! تَحْسَكُ الْمَزَارِعُ[٢]، وَتَيْبَسُ أَشْجَارُ الْفَوَاكِهِ! تَفَرَّقُ قُطْعَانُ الْأَنْعَامُ، وَلَنْ يُوجَدَ مَنْ يَجْمَعُهَا! يَقْمَلُ رُؤُوسُكُمْ[٣]، وَتَتْرَبُ أَيْدِيكُمْ! تُصْبِحُ مُدُنُكُمْ مُدَمَّرَةً، وَقُرَاكُمْ مَتْرُوكَةً! لَنْ يَعْبُرَ أَحَدٌ أَزِقَّتَكُمْ، وَلَنْ يَطْرَقَ أَحَدٌ أَبْوَابَكُمْ! لَنْ يَكُونَ فِي قَنَوَاتِكُمْ مَاءٌ، وَتُعَشِّشُ فِي آبَارِكُمْ الثَّعَابِينُ! يَتَجَوَّلُ فِي مَيَادِينِكُمُ الذِّئَابُ، وَيَنْعَقُ عَلَى أَبْرَاجِكُمُ الْأَبْوَامُ! تَنْسَجُ عَلَى نَوَافِذِكُمُ الْعَنَاكِبُ، وَتَنِقُّ فِي حِيَاضِكُمُ الضَّفَادِعُ! تَسْكُنُونَ الْأَوْدِيَةَ الْمُظْلِمَةَ، وَتَأْوُونَ إِلَى قِمَمِ الْجِبَالِ! تَخْتَبِئُونَ فِي شُقُوقِ الصُّخُورِ، وَتُجَالِسُونَ أَوْزَاغَ الصَّحْرَاءِ! يَتَصَاعَدُ مِنْ بُلْدَانِكُمُ الدُّخَانُ، وَلَنْ تُطْفَأَ نَارُهَا! يَتَسَلَّطُ عَلَيْكُمُ الْأَعْدَاءُ، وَيَأْكُلُكُمْ شَيَاطِينُ الْمَغْرِبِ وَالْمَشْرِقِ! لَنْ يَسْمَعُوا إِلَى رُغَاءِ أَطْفَالِكُمْ، وَلَنْ يَرْحَمُوا أَشْيَاخَكُمُ الْمُقْعَدِينَ! يَقْتَسِمُونَ أَمْوَالَكُمْ، وَيَقْتَرِعُونَ عَلَى نِسَائِكُمْ! لَنْ يَدْفَنُوا قَتْلَاكُمْ، بَلْ يَتْرُكُونَهَا لِلْكِلَابِ!

أَلَا يَا أَيُّهَا النَّاسُ! لَا تَسْتَعْجِلُوا مَا هُوَ مَرْهُونٌ بِاللَّحَظَاتِ! قَدِ اقْتَرَبَ الْعَالَمُ مِنْ نِهَايَتِهِ، وَآنَ أَوَانُ الْمَوَاعِيدِ. سَرْعَانَ مَا يَثُورُ عَصْرُ الْغَيْبَةِ الَّذِي تَحْسَبُونَهُ ذَلُولًا كَالْجَمَلِ الْهَائِجِ فِي الرَّبِيعِ، وَيَغْرِزُ أَنْيَابَهُ الْحَادَّةَ فِي أَعْيُنِكُمْ[٤]. فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيْسَ مَا أَقُولُهُ شِعْرًا، وَلَا إِغْرَاقًا فِي الْقَوْلِ. عَنْ قَرِيبٍ يَغْلِي مِرْجَلُ الْعَالَمِ، وَيَطْغَى نَهْرُ الزَّمَانِ، فَيُحَرِّكُ طَاحُونَةَ الْفِتْنَةِ، وَيُدِيرُ رَحَى الْفَوْضَى! الْخَطَرَ! الْخَطَرَ! اعْلَمُوا أَنَّهُمْ لَنْ يَرْحَمُوا مِنْكُمْ أَحَدًا! سَيَأْتُونَ حَتَّى بِأَكْثَرِكُمُ اعْتِزَالًا، فَيَأْخُذُونَ مِنْهُ لَبَنَهُ وَزَبَدَهُ! حِينَمَا يَهْوِي مِنْجَلُ الْفِتْنَةِ، يُحْصَدُ الْقَائِمُ وَيُحْطَمُ الْقَاعِدُ! الْخَطَرَ! الْخَطَرَ! فَخُذُوا دِينَكُمْ وَفِرُّوا مَا دَامَتِ الْفُرْصَةُ سَانِحَةً لَكُمْ! إِنْ وَجَدْتُمُ الْحَقَّ مَعِي فَأْتُونِي وَلَوْ حَبْوًا عَلَى الثَّلْجِ؛ فَإِنِّي سَأَقُودُكُمْ إِلَى الْمَهْدِيِّ، وَإِنْ كَرِهْتُمُونِي وَأَبَيْتُمْ أَنْ تَأْتُونِي، فَاذْهَبُوا وَابْتَعِدُوا مَا اسْتَطَعْتُمْ، وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا؛ لِأَنَّهُمْ وَاللَّهِ، حَتَّى لَوْ تَوَارَيْتُمْ خَلْفَ نُجُومِ السَّمَاءِ، سَيَعْثِرُونَ عَلَيْكُمْ، وَيَأْتُونَ بِكُمْ، وَيُخْزُونَكُمْ؛ لِأَنَّ الْأَمْرَ لَيْسَ بِالْيَسِيرِ كَمَا زَعَمْتُمْ، لَكِنَّهُ بَلِيَّةٌ عَظِيمَةٌ، تُجْزِعُ الْكَبِيرَ، وَتُسْهِرُ الصَّغِيرَ.

شرح القول:

هذا نداء عالم كبير ناصح يدعو إلى المهديّ بصوت عالٍ، ويحذّر من العواقب الوخيمة المترتّبة على طول غيبته ببلاغة رائعة؛ العواقب الوخيمة التي نرى طلائعها اليوم في مختلف الأنحاء من العالم الإسلاميّ، لكنّ أكثرنا لا يتنبّهون من نوم غفلتهم، ولا يعودون إلى منقذهم المهديّ!

طوبى لمن يعرف قيمة هذه الأقوال الطيّبة والحكم البالغة والمواعظ الشافية والنذر الكافية، فيتنبّه بها من نوم غفلته، ويعود إلى منقذه الذي بشّر به النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم في الأخبار المتواترة، ووعد أنّه يملأ الأرض قسطًا وعدلًا كما ملئت ظلمًا وجورًا!

لمعرفة طريقة التمهيد لظهور المهديّ، راجع: كتاب «هندسة العدل؛ حكاية لحوار مع المنصور الهاشميّ الخراسانيّ حفظه اللّه تعالى».

↑[١] . المقصود فتنة داعش، والحروب المدمّرة التي أثارها في هذه المنطقة.
↑[٢] . حسك المكان: كثر حسكه، والحسك الشوك.
↑[٣] . قمل رأسه: صار ذا قمل، كثر فيه القمل.
↑[٤] . الجمل الهائج في الربيع هو الجمل الذي لم يحصل في الشتاء على ناقة، أو عُزل عن النياق خلال فترة هياج الإبل في الشتاء إلى فصل الربيع، لكي يلقح النياق التي لم تلقح من قبل في فصل الشتاء، وغالبًا ما يقوم في هذه الفترة باصطكاك أسنانه ليبوح عن هياجه، لذلك تصبح أسنانه حادّة جدًّا من كثرة الإصطكاك، ويكون عدوانيًّا وخطرًا، فقد يهاجم البشر والحيوانات الأخرى، بحيث كان العرب في البادية يتعوّذون باللّه من شرّه فيقولون: «نعوذ باللّه من شرّ الأعميين الأيهمين»، وهما السيل والجمل المغتلم الهائج، وكانوا أيضًا يحذّرون منه، كما في المثل عندهم: «احذر السيل إذا حدر، والجمل إذا هدر»!
المشاركة
شارك هذا مع أصدقائك، لتساهم في نشر العلم؛ فإنّ من شكر العلم تعليمه للآخرين.
البريد الإلكتروني
تلجرام
فيسبوك
تويتر
يمكنك أيضًا قراءة هذا باللغات التالية:
إذا كنت تجيد لغة أخرى، قم بترجمة هذا إليها، وأرسل لنا ترجمتك لنشرها على الموقع. [استمارة الترجمة]
تحميل مجموعة أقوال السيّد العلّامة المنصور الهاشميّ الخراسانيّ حفظه اللّه تعالى
الكتاب: مناهج الرّسول صلّى اللّه عليه وآله وسلّم؛ مجموعة أقوال السيّد العلّامة المنصور الهاشميّ الخراسانيّ حفظه اللّه تعالى
الناشر: مكتب السيّد العلّامة المنصور الهاشميّ الخراسانيّ حفظه اللّه تعالى
رقم الطبعة: الأولى
تاريخ النشر: ١٢ ربيع الأول ١٤٤٧ هـ
مكان النشر: الطالقان - أفغانستان