وفي شعره دلالة على أنّ عليًّا عليه السلام أخبره عن خروج قوم «شُعْثِ النَّوَاصِي» من «الْمَنْزِلِ الْأَقْصَى» لـ«نَصْرِ ابْنِ أَحْمَدَ» يقودهم «شُعَيْبُ بْنُ صَالِحٍ»، والمراد بالمنزل الأقصى خراسان، والمراد بابن أحمد المهديّ، والظاهر من شعره أنّه كان يظنّ أنّ الحسين هو المهديّ، وسيأتيه النصر من خراسان، ولكن روي عنه شعر آخر يخالف ذلك، إذ يقول فيه:
وَيُقْتَلُ مِنْ أَشْيَاعِ آلِ مُحَمَّدٍ ... وَيُصْلَبُ مِنْهُمْ مَنْ يُسَمَّى وَيُذْكَرُ
وَآخَرُ عِنْدَ الْبَيْتِ يُقْتَلُ ضَيْعَةً ... يَقُومُ فَيَدْعُو لِلْإِمَامِ فَيُنْحَرُ
وَيَبْعَثُ أَهْلُ الشَّامِ بَعْثًا عَلَيْهِمْ ... بِنَاحِيَةِ الْبَيْدَاءِ خَسْفٌ مُقَدَّرٌ
وَلِلْجَيْشِ بِالْبَيْدَاءِ فِي الْخَسْفِ عِبْرَةٌ ... فَيَرْجِعُ مِنْهَا مُقْبِلُ الْقَلْبِ مُدْبِرٌ
وَخَيْلٌ تُعَادِي بِالْكُمَاةِ كَأَنَّهَا ... هِيَ الرِّيحُ إِذْ تَحْتَ الْعَجَاجَةِ تَصْبِرُ
يَقُودُ نَوَاصِيَهَا شُعَيْبُ بْنُ صَالِحٍ ... إِلَى سَيِّدٍ مِنْ آلِ هَاشِمٍ يَزْهَرُ
عَلَى شَقِّهِ شَقِّ الْيَمِينِ عَلَامَةٌ ... لَدَى الْخَدِّ عِنْدَ الصُّدْغِ خَالٌ مُنَوَّرٌ
فلعلّه قال الشعر الأوّل قبل شهادة الحسين عليه السلام، وقال الشعر الثاني بعدها.
٤٦
حديث هلال بن عمرو، عن عليّ
رَوَى أَبُو دَاوُدَ [ت٢٧٥هـ] فِي «سُنَنِهِ»، قَالَ: قَالَ هَارُونُ بْنُ الْمُغِيرَةِ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي قَيْسٍ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ طَرِيفٍ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ، عَنْ هِلَالِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: