أقول: قوله: «يَكُونُ مَبْدَأُهُ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ»، أي يكون أوّل سبب لظهوره من قبل خراسان، وهو خروج أصحاب الرايات السّود؛ لأنّهم السابقون في نصرته، والموطّئون لسلطانه، وفي معناه ما روي عن عبد الرّحمن بن بكّار الأقرع القيروانيّ، قال: «قُلْتُ لِمُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ: إِنَّا قَدْ رُوِّينَا أَنَّ الْمَهْدِيَّ مِنْكُمْ، فَمَتَى يَكُونُ قِيَامُهُ، وَأَيْنَ يَقُومُ؟ فَقَالَ: إِنَّ مَثَلَ مَنْ سَأَلْتَ عَنْهُ مَثَلُ عَمُودٍ سَقَطَ مِنَ السَّمَاءِ، رَأْسُهُ مِنَ الْمَغْرِبِ وَأَصْلُهُ فِي الْمَشْرِقِ، فَمِنْ أَيْنَ تَرَى الْعَمُودَ يَقُومُ إِذَا أُقِيمَ؟ قُلْتُ: مِنْ قِبَلِ رَأْسِهِ، قَالَ: فَحَسْبُكَ، مِنَ الْمَغْرِبِ يَقُومُ، وَأَصْلُهُ مِنَ الْمَشْرِقِ، وَهُنَاكَ يَسْتَوِي قِيَامُهُ، وَيَتِمُّ أَمْرُهُ».
وَرَوَى نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ [ت٢٢٨هـ] فِي «الْفِتَنِ»، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَرْوَانَ، عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: «الْمَهْدِيُّ مَوْلِدُهُ بِالْمَدِينَةِ، مِنْ أَهْلِ بَيْتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، وَاسْمُهُ اسْمُ نَبِيٍّ، وَمُهَاجَرُهُ بَيْتُ الْمَقْدِسِ، كَثُّ اللِّحْيَةِ، أَكْحَلُ الْعَيْنَيْنِ، بَرَّاقُ الثَّنَايَا، فِي وَجْهِهِ خَالٌ، أَقْنَى، أَجْلَى، فِي كَتِفِهِ عَلَامَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، يَخْرُجُ بِرَايَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ مِنْ مِرْطٍ مُخْمَلَةٍ سَوْدَاءِ مُرَبَّعَةٍ».
٤٣
حديث محمّد بن الحنفيّة، عن عليّ
رَوَى ابْنُ الْمُنَادِي [ت٣٣٦هـ] فِي «الْمَلَاحِمِ»، قَالَ: حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ أَبُو مُوسَى الْمُقْرِئُ ثُمَّ الْمُزَوِّقُ، قَالَ: أَنْبَأَ حَمَّادُ بْنُ الْمُؤَمَّلِ أَبُو جَعْفَرٍ الضَّرِيرُ، قَالَ: أَنْبَأَ كَامِلُ بْنُ طَلْحَةَ، قَالَ: أَنْبَأَ ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْرَائِيلُ بْنُ عَبَّادٍ،