وَرَوَى زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ الْبَزَّازُ [ت٢٩٨هـ] فِي «الْفِتَنِ»، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى -يَعْنِي الذُّهْلِيَّ-، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ -يَعَنِي كَاتِبَ اللَّيْثِ-، قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَالِمٍ الْجَيْشَانِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَالِمٍ يَقُولُ: كُنَّا مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ بِالْكُوفَةِ، فَقَالَ يَوْمًا مِنَ الْأَيَّامِ وَنَحْنُ عِنْدَهُ: «إِنِّي سِبْطٌ مِنَ الْأَسْبَاطِ، أُقَاتِلُ عَلَى حَقٍّ لِيَقُومَ، وَلَنْ يَقُومَ، وَالْأَمْرُ لَهُمْ، فَإِذَا كَثُرُوا، فَتَنَافَسُوا، فَقَتَلُوا قَتِيلَهُمْ، بَعَثَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ أَقْوَامًا مِنْ أَهْلِ الْمَشْرِقِ، فَقَتَلَهُمْ بَدَدًا، وَأَحْصَاهُمْ عَدَدًا، وَاللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ سَنَةً إِلَّا مَلَكْنَا سَنَتَيْنِ، وَلَا يَمْلِكُونَ سَنَتَيْنِ إِلَّا مَلَكْنَا أَرْبَعًا، وَمَا مِنْ ثَلَاثِمِائَةٍ تَخْرُجُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِلَّا لَوْ شِئْتُ لَسَمَّيْتُ لَكُمْ سَائِقَهَا وَنَاعِقَهَا».
أقول: هذا حديث صحيح، والمراد بأقوام من أهل المشرق أصحاب الرايات السّود الخراسانيّون؛ لأنّ الظاهر من قوله: «وَاللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ سَنَةً إِلَّا مَلَكْنَا سَنَتَيْنِ، وَلَا يَمْلِكُونَ سَنَتَيْنِ إِلَّا مَلَكْنَا أَرْبَعًا»، أنّ خروجهم يؤدّي إلى مُلك أهل البيت، وقد ذُكر أنّهم يخرجون على السفيانيّ، ولذلك قال أنّ اللّه يبعثهم على بني أميّة.
٤١
حديث مسعدة بن صدقة، عن جعفر بن محمّد، عن عليّ
رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْكُلَيْنِيُّ [ت٣٢٩هـ] فِي «الْكَافِي»، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكُوفِيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُحَمَّدِيِّ، عَنْ أَبِي رَوْحٍ فَرَجِ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ -يَعْنِي جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ- عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنَّ عَلِيًّا عَلَيْهِ السَّلَامُ خَطَبَ النَّاسَ بِالْمَدِينَةِ، فَأَخْبَرَهُمْ بِمَا يَكُونُ بَعْدَهُ مِنَ الْمَلَاحِمِ وَالْفِتَنِ، حَتَّى ذَكَرَ شِيعَتَهُ فَقَالَ: