أقول: المراد بالخراسانيّين أصحاب الرايات السّود؛ فقد روي أنّ المنصور يسير في طريق الريّ، وله فيه وقعتان، ولعلّ المراد بالبغداديّين أصحاب السفيانيّ، واللّه أعلم.
١١٩
حديث زرارة بن أعين، عن جعفر بن محمّد
رَوَى الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْقُمِّيُّ [تالقرن٤هـ] فِي الْمَحْكِيِّ مِنْ «تَارِيخِ قُمَّ»، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ الْكَاتِبِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَعْيَنَ، عَنِ الصَّادِقِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «أَهْلُ خُرَاسَانَ أَعْلَامُنَا».
أقول: الأعلام جمع العَلَم، وهو راية أو شيء منصوب في الطريق يُهتدى به، والمراد أصحاب الرايات السّود، وليس جميع أهل خراسان.
وَرُوِيَ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ [ت٢٦٠هـ]، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَمِيلُ بْنُ دَرَّاجٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُرَارَةُ بْنُ أَعْيَنَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «اسْتَعِيذُوا بِاللَّهِ مِنْ شَرِّ السُّفْيَانِيِّ وَالدَّجَّالِ وَغَيْرِهِمَا مِنْ أَصْحَابِ الْفِتَنِ»، قِيلَ لَهُ: يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ، أَمَّا الدَّجَّالُ فَعَرَفْنَاهُ، وَقَدْ تَبَيَّنَ مِنْ مَضَامِينِ أَحَادِيثِكُمْ شَأْنُهُ، فَمَنِ السُّفْيَانِيُّ وَغَيْرُهُ مِنْ أَصْحَابِ الْفِتَنِ؟ وَمَا يَصْنَعُونَ؟ قَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «أَوَّلُ مَنْ يَخْرُجُ مِنْهُمْ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: أَصْهَبُ بْنُ قَيْسٍ، يَخْرُجُ مِنْ بِلَادِ الْجَزِيرَةِ، لَهُ نِكَايَةٌ شَدِيدَةٌ فِي النَّاسِ، وَجَوْرٌ عَظِيمٌ، ثُمَّ يَخْرُجُ الْجَرْهَمِيُّ مِنْ بِلَادِ الشَّامِ، وَيَخْرُجُ الْقَحْطَانِيُّ مِنْ بِلَادِ الْيَمَنِ، وَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْ هَؤُلَاءِ شَوْكَةٌ عَظِيمَةٌ فِي وِلَايَتِهِمْ، وَيَغْلِبُ عَلَى أَهْلِهَا الظُّلْمُ وَالْفِتْنَةُ مِنْهُمْ، فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ يَخْرُجُ عَلَيْهِمُ السَّمَرْقَنْدِيُّ مِنْ خُرَاسَانَ مَعَ الرَّايَاتِ السُّودِ».
أقول: المراد بالسّمرقنديّ شعيب بن صالح، وهو على مقدّمة الخراسانيّ، يلحقه بالطالقان.