وَقَالَ ابْنُ حَيُّونَ [ت٣٦٣هـ] فِي «شَرْحِ الْأَخْبَارِ»: رُوِيَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَنَّهُ ذَكَرَ الْمَهْدِيَّ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ: «تَطْلُعُ الرَّايَاتُ السُّودُ مِنْ هَاهُنَا»، وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى الْمَشْرِقِ، «وَتَطْلُعُ رَايَاتُ الْمَهْدِيِّ مِنْ هَاهُنَا»، وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى الْمَغْرِبِ.
١١٢
حديث أبي الوليد الطرائفيّ، عن جعفر بن محمّد
رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الطُّوسِيُّ [ت٤٦٠هـ] فِي «الْغَيْبَةِ»، قَالَ: رَوَى أَبُو مُحَمَّدٍ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْعَلَوِيُّ الْمُوسَوِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ رِزْقِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي الْوَلِيدِ الطَّرَائِفِيِّ، قَالَ: كُنْتُ لَيْلَةً عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، إِذْ نَادَى غُلَامَهُ فَقَالَ: «انْطَلِقْ فَادْعُ لِي سَيِّدَ وُلْدِي»، فَقَالَ لَهُ الْغُلَامُ: مَنْ هُوَ؟ فَقَالَ: فُلَانٌ -يَعْنِي مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ-، فَلَمْ أَلْبَثْ حَتَّى جَاءَ بِقَمِيصٍ بِغَيْرِ رِدَاءٍ -إِلَى أَنْ قَالَ:- ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى عَضُدِي وَقَالَ: «يَا أَبَا الْوَلِيدِ، كَأَنِّي بِالرَّايَةِ السَّوْدَاءِ صَاحِبَةِ الرُّقْعَةِ الْخَضْرَاءِ، تَخْفِقُ فَوْقَ رَأْسِ هَذَا الْجَالِسِ، وَمَعَهُ أَصْحَابُهُ يَهُدُّونَ جِبَالَ الْحَدِيدِ هَدًّا، لَا يَأْتُونَ عَلَى شَيْءٍ إِلَّا هَدَّوْهُ»، قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، هَذَا؟ قَالَ: «نَعَمْ، هَذَا يَا أَبَا الْوَلِيدِ يَمْلَؤُهَا قِسْطًا وَعَدْلًا، كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمًا وَعُدْوَانًا».
أقول: قال الطوسيّ: «قَوْلُهُ: ”كَأَنِّي بِالرَّايَةِ السَّوْدَاءِ عَلَى رَأْسِ هَذَا“ أَيْ عَلَى رَأْسِ مَنْ يَكُونُ مِنْ وُلْدِ هَذَا»، وهو كما قال؛ فقد روي عن جعفر بن محمّد عليه السلام أنّه كان يقول: «إِنْ قُلْنَا لَكُمْ فِي الرَّجُلِ مِنَّا قَوْلًا، فَلَمْ يَكُنْ فِيهِ، وَكَانَ فِي وَلَدِهِ أَوْ وَلَدِ وَلَدِهِ، فَلَا تُنْكِرُوا ذَلِكَ، إِنَّ اللَّهَ أَوْحَى إِلَى عِمْرَانَ أَنِّي وَاهِبٌ لَكَ ذَكَرًا مُبَارَكًا، يُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ، وَيُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِي، وَجَاعِلُهُ رَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ،