أقول: هذا حديث ثابت مشهور، وتأويله عندنا أصحاب الرايات السّود؛ فإنّهم أناس من فارس، ولو كان المهديّ بالثريّا لنالوه، كما نال سلمان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بعد أن طرحته النّوى مطارحها، ولذلك أومأ إليه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم فقال: «هَذَا وَأَصْحَابُهُ»، يعني أمثاله الذين يخرجون من فارس يطلبون خليفة اللّه حيثما كان، ليعلّمهم ويقيم لهم الدّين؛ كما جاء في الحديث: «يَخْرُجُ أَهْلُ خُرَاسَانَ فِي طَلَبِ الْمَهْدِيِّ، فَيَدْعُونَ لَهُ، وَيَنْصُرُونَهُ».
وَرَوَى الدَّيْلَمِيُّ [ت٥٥٨هـ] فِي «مُسْنَدِ الْفِرْدَوْسِ»، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ ابْنُ خَيْرُونَ: أَخْبَرَنَا الْخَطِيبُ فِي تَارِيخِ بَغْدَادَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ ابْنُ رِزْقٍ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ ابْنُ عُصْمٍ الْهَرَوِيُّ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُونُسَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ: حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ: حَدَّثَنَا أَبُو شُرَاعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا أَقْبَلَتِ الرَّايَاتُ السُّودُ فَأَكْرِمُوا الْفُرْسَ، فَإِنَّ دَوْلَتَكُمْ مَعَهُمْ».
٨٢
حديث أبي هريرة في فضل بني تميم
وله أربعة طرق:
١ . طريق أبي زُرعة:
رَوَى الْبُخَارِيُّ [ت٢٥٦هـ] فِي «صَحِيحِهِ»، قَالَ: حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ: