أقول: هذا جزء من الخطبة التي يقال لها: البيان، وهي رواية وقع فيها الغلاة لعنهم اللّه، فأدخلوا فيها كلّ باطل، ولكن قد يوجد فيها شيء من الحقّ، كهذا الجزء، وله شاهدان من حديث سلمة بن أنس، عن الأصبغ بن نباتة، وحديث أبي بصير، عن جعفر بن محمّد.
ومن هذه الخطبة أيضًا: «يَخْرُجُ السُّفْيَانِيُّ، فَيَتْبَعُهُ مِائَةُ أَلْفِ رَجُلٍ، ثُمَّ يَنْزِلُ بِأَرْضِ الْعِرَاقِ، فَيَقْطَعُ مَا بَيْنَ جَلُولَاءَ وَخَانِقِينَ، فَيَقْتُلُ فِيهَا الْفَجْفَاجَ، فَيَذْبَحُ كَمَا يَذْبَحُ الْكَبْشَ، ثُمَّ يَخْرُجُ شُعَيْبُ بْنُ صَالِحٍ مِنْ بَيْنِ قَصَبٍ وَآجَامٍ، فَهُوَ أَعْوَرُ الْمُخْلِدُ»، والمخلد الذي أبطأ عنه المشيب.
ومن هذه الخطبة أيضًا: «ثُمَّ إِنَّ الْمَهْدِيَّ يُقْدِمُ بِخَيْلِهِ وَرِجَالِهِ وَجَيْشِهِ وَكَتَائِبِهِ، وَجَبْرَائِيلُ عَنْ يَمِينِهِ، وَمِيكَائِيلُ عَنْ شِمَالِهِ، وَالنَّصْرُ بَيْنَ يَدَيْهِ»؛ فلعلّ المراد بالنصر المنصور، أو تصحّف؛ كما في رواية أخرى: «فَإِنَّ الْمَهْدِيَّ وَالنَّصْرَ مَعَهُمْ»، يعني أصحاب الرايات السّود.
٥٧
حديث سلمة بن أنس، عن الأصبغ بن نباتة، عن عليّ
قَالَ السَّيِّدُ ابْنُ طَاوُوسَ [ت٦٦٤هـ] فِي «الْمَلَاحِمِ»: ذَكَرَ أَبُو صَالِحٍ السَّلِيلِيُّ -يَعْنِي السَّلِيلَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ عِيسَى- فِي كِتَابِ «الْفِتَنِ»، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَالِكِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، عَنِ ابْنِ حُمَيْدٍ الرَّافِعِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْبَصْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عُثْمَانَ النَّخَعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ طَارِقٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ أَنَسٍ، عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ، قَالَ: