٥٥
حديث حذيفة، عن عليّ
رَوَى ابْنُ الْجَوْزِيِّ [ت٥٩٧هـ] فِي «الْمَوْضُوعَاتِ»، قَالَ: أَنْبَأَنَا زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ: أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَيْهَقِيُّ: أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَاكِمُ: أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُؤَمَّلِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عِيسَى: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّعْرَانِيُّ: حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ: حَدَّثَنَا أَبُو عِصْمَةَ، عَنِ الْمُبَارَكِ بْنِ فَضَالَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: لَمَّا فُتِحَتْ خُرَاسَانَ وَتَطَاوَلَتْ إِلَيْهَا الْعَسَاكِرُ، ضَاقَ ذَرْعُ عُمَرَ، فَقَالَ: مَا لِي وَلِخُرَاسَانَ؟! وَمَا لِخُرَاسَانَ وَلِي؟! وَدِدْتُ أَنَّ بَيْنِي وَبَيْنَ خُرَاسَانَ جِبَالًا مِنْ بَرَدٍ، وَجِبَالًا مِنْ نَارٍ! فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «مَهْلًا يَا ابْنَ الْخَطَّابِ، هَلْ أُتِيتَ بِعِلْمِ مُحَمَّدٍ؟! أَوِ اطَّلَعْتَ عَلَى عِلْمِ مُحَمَّدٍ؟! إِنَّ لِلَّهِ بِخُرَاسَانَ مَدِينَةً يُقَالُ لَهَا: الطَّالَقَانُ، وَإِنَّ كُنُوزَهَا لَا ذَهَبٌ وَلَا فِضَّةٌ، وَلَكِنْ رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ، يَقُومُونَ إِذَا قَعَدَ النَّاسُ، وَيَنْصُرُونَ إِذَا فَشِلَ النَّاسُ».
أقول: الطالقان بلدة قديمة من خراسان، فتحها الأحنف بن قيس في سنة اثنتين وثلاثين، وهي اليوم مركز طخارستان، وكانت أوسع ممّا هي اليوم، وحديث كنوزها مشهور، والمراد بها أصحاب الرايات السّود؛ فإنّهم يخرجون من نواحيها، فيقومون بدين اللّه إذا قعد النّاس، وينصرون خليفة اللّه إذا فشل النّاس.
وفي رواية ابن أعثم [ت٣١٤هـ] في كتاب «الفتوح»: «قَالَ عُمَرُ: مَا لَنَا وَلِخُرَاسَانَ؟! وَمَا لِخُرَاسَانَ وَلَنَا؟! وَلَوَدِدْتُ أَنَّ بَيْنَنَا وَبَيْنَ خُرَاسَانَ جِبَالًا مِنْ حَدِيدٍ وَبِحَارًا!