أقول: هي الراية السّوداء الخارجة من خراسان، والدّليل على ذلك ما رواه أبو صالح، عن عبد اللّه بن عبّاس، قال: «الرَّايَاتُ السُّودُ لَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ»، وما رواه الربيع بن خُثيم، عنه، قال: «إِذَا خَرَجَتِ الرَّايَاتُ السُّودُ مِنْ خُرَاسَانَ هِيَ لَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ»، وفي حديث زيد بن رفيع، عن أبي عبيدة، عن عبد اللّه بن مسعود، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم قال: «يُتِيحُ اللَّهُ لَنَا -أَهْلَ الْبَيْتِ- رَايَةً تَجِيءُ مِنَ الْمَشْرِقِ، مَنْ نَصَرَهَا نُصِرَ، وَمَنْ يُشَاقَّهَا يُشَاقُّ»، وهو في معنى حديث عليّ، والأحاديث يبيّن بعضها بعضًا.
٤٩
حديث محمّد بن إسحاق، عن الأصبغ بن نباتة، عن عليّ
رَوَى عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ النِّيلِيُّ [تبعد٨٠٢هـ] فِي «سُرُورِ أَهْلِ الْإِيمَانِ»، مُرْسَلًا عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ، عَنْ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ، أَنَّهُ قَالَ فِي حَدِيثٍ: «تُقْبِلُ رَايَاتٌ مِنْ شَرْقِ الْأَرْضِ غَيْرُ مُعْلَمَةٍ، لَيْسَتْ بِقُطْنٍ وَلَا كَتَّانٍ وَلَا حَرِيرٍ، مَخْتُومٌ فِي رُؤُوسِ الْقِنَا بِخَاتَمِ السَّيِّدِ الْأَكْبَرِ، يَسُوقُهَا رَجُلٌ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، تَظْهَرُ بِالْمَشْرِقِ، وَتُوجَدُ رِيحُهَا بِالْمَغْرِبِ كَالْمِسْكِ الْأَذْفَرِ، يَسِيرُ الرُّعْبُ أَمَامَهَا بِشَهْرٍ، حَتَّى يَنْزِلُوا الْكُوفَةَ طَالِبِينَ بِدِمَاءِ آبَائِهِمْ، شُعْثٌ غُبْرٌ جُرْدٌ، أَصْحَابُ نَوَاطِي وَأَقْدَاحٍ، إِذًا يَضْرِبُ أَحَدُهُمْ بِرِجْلِهِ قَاطِنٌ فَيَقُولُ: لَا خَيْرَ فِي مَجْلِسِنَا بَعْدَ يَوْمِنَا هَذَا، اللَّهُمَّ فَإِنَّا التَّائِبُونَ، وَهُمُ الْأَبْدَالُ الَّذِينَ وَصَفَهُمُ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ الْعَزِيزِ: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ﴾ وَنُظَرَاؤُهُمْ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ».