ويؤيّد ذلك ما جاء من أنّ خروج شعيب بن صالح من سمرقند من وراء النهر، يخرج إلى المنصور في خمسة آلاف إذا بلغه خروجه، فيبايعه، فيصيّره على مقدّمته، وهذا قريب جدًّا لولا أنّ الأصل عدم التصحيف، وكيفما كان فإنّ الحديث يدلّ على وجوب نصر المنصور، وإنّما يقال له «منصور» لوجوب نصره، ولقول رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم في أصحابه أنّهم «يُنْصَرُونَ»، وقد سُمّي به في الصحف الأولى؛ كما جاء في صحف إشعياء: «مَنْ أَنْهَضَ مِنَ الْمَشْرِقِ الَّذِي يُلَاقِيهِ النَّصْرُ عِنْدَ رِجْلَيْهِ؟ دَفَعَ أَمَامَهُ أُمَمًا، وَسَلَّطَهُ عَلَى مُلُوكٍ؛ جَعَلَهُمْ كَالتُّرَابِ بِسَيْفِهِ، وَكَالْقَشِّ الْمُنْذَرِي بِقَوْسِهِ طَرَدَهُمْ؛ مَرَّ سَالِمًا فِي طَرِيقٍ لَمْ يَسْلُكْهُ مِنْ قَبْلُ. مَنْ فَعَلَ وَصَنَعَ دَاعِيًا الْأَجْيَالَ مِنَ الْبَدْءِ؟ أَنَا اللَّهُ مِنَ الْأَوَّلِ إِلَى الْآخِرِ، أَنَا هُوَ»، فقال: «يُلَاقِيهِ النَّصْرُ»، ولذلك يقال له «منصور»، والظاهر أنّ منصورًا لقبه؛ فقد كان يقال: اسمه على ثلاثة أحرف، وفي رواية ابن غسّان، بإسناده عن عليّ، أنّه قال: «يَخْرُجُ مِنَّا رَجُلَانِ: أَحَدُهُمَا مِنَ الْآخَرِ، يُقَالُ لِأَحَدِهِمَا: الْمَهْدِيُّ، وَلِلْآخَرِ: الْمَرْضِيُّ»، والمرضيّ والرّضا والمرتضى من ألقاب من كان اسمه عليًّا، واللّه أعلم.
٤٧
حديث الحسين بن عليّ، عن عليّ
رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ بَابَوَيْهِ [ت٣٨١هـ] فِي «عُيُونِ أَخْبَارِ الرِّضَا»، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمِ بْنِ الْبَرَاءِ الْجَعَابِيُّ؛ وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ [تبعد٤١١هـ] فِي «دَلَائِلِ الْإِمَامَةِ»، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو طَاهِرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَازِنُ،