عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ قَيْسِ بْنِ أَبِي عُرَيْرَةَ الْغِفَارِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ -يَعْنِي ابْنَ الْحَنَفِيَّةِ-، أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ ذَكَرَ الْمَلَاحِمَ، حَتَّى انْتَهَى إِلَى ذِكْرِ السُّفْيَانِيِّ، فَقَالَ: «يَعْمَلُ بِعَمَلِ الْجَبَابِرَةِ الْأُوْلَى، فَيَغْضِبُ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ لِكُلِّ عَمَلِهِ، فَيَبْعَثُ اللَّهُ عَلَيْهِ فَتًى مِنَ الْمَشْرِقِ يَدْعُو إِلَى أَهْلِ بَيْتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، هُمْ أَصْحَابُ الرَّايَاتِ السُّودِ الْمُسْتَضْعَفُونَ، فَيُعِزُّهُمُ اللَّهُ، وَيُنَزِّلُ عَلَيْهِمُ النَّصْرَ، فَلَا يُقَاتِلُهُمْ أَحَدٌ إِلَّا هَزَمُوهُ».
أقول: عجبًا لقوم يتّهمون الرجل لدعوته إلى أهل البيت، وهم يجدون في الأحاديث أنّ صاحب الرايات السّود يدعو إليهم! ﴿أَفَلَا يَعْقِلُونَ﴾؟!
٤٤
حديث أبي رومان، عن عليّ
رَوَى نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ [ت٢٢٨هـ] فِي «الْفِتَنِ»، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَرِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي قَبِيلٍ، عَنْ أَبِي رُومَانَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: «تَخْرُجُ رَايَاتٌ سُودٌ تُقَاتِلُ السُّفْيَانِيَّ، فِيهِمْ شَابٌّ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ، فِي كَفِّهِ الْيُسْرَى خَالٌ، وَعَلَى مُقَدِّمَتِهِ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ يُدْعَى شُعَيْبَ بْنَ صَالِحٍ، فَيَهْزِمُ أَصْحَابَهُ».
وَبِهِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: «يَلْتَقِي السُّفْيَانِيُّ وَالرَّايَاتُ السُّودُ، فِيهِمْ شَابٌّ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ، فِي كَفِّهِ الْيُسْرَى خَالٌ، وَعَلَى مُقَدِّمَتِهِ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ يُقَالُ لَهُ شُعَيْبُ بْنُ صَالِحٍ، بِبَابِ إِصْطَخْرَ، فَتَكُونُ بَيْنَهُمْ مَلْحَمَةٌ عَظِيمَةٌ، فَتَظْهَرُ الرَّايَاتُ السُّودُ، وَتَهْرُبُ خَيْلُ السُّفْيَانِيِّ، فَعِنْدَ ذَلِكَ يَتَمَنَّى النَّاسُ الْمَهْدِيَّ وَيَطْلُبُونَهُ».