وقوله: «يُمَكِّنُ بِهِمْ قَوْمًا» أي يمكّن بهم آل محمّد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم؛ كما جاء في حديث المنصور: «يُمَكِّنُ لِآلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا مَكَّنَتْ قُرَيْشٌ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ»، والمراد تمكينه للمهديّ؛ كما جاء في حديث آخر: «يُوَطِّئُونَ لِلْمَهْدِيِّ سُلْطَانَهُ»، وقوله: «تَشْرِيدًا لِبَنِي أُمَيَّةَ، وَلِكَيْلَا يَغْتَصِبُوا مَا غَصَبُوا»، أي تشريدًا للسفيانيّين لكيلا يغتصبوا ما غصبوا من قبل مرّة أخرى؛ فإنّهم يريدون إعادة ملكهم، وإرم دمشق، والزيتون جبال بالشام، والقمر المنير هو المهديّ، والنجم ذو الذنب من قبل المشرق هو المنصور؛ فإنّه يأتي من قبل المشرق، فيُهتدى به إلى المهديّ، كما يُهتدى بالنجم، ولذلك قال: «إِنِ اتَّبَعْتُمْ طَالِعَ الْمَشْرِقِ، سَلَكَ بِكُمْ مَنَاهِجَ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، فَتَدَاوَيْتُمْ مِنَ الْعَمَى وَالصَّمَمِ وَالْبَكَمِ، وَكُفِيتُمْ مَؤُونَةَ الطَّلَبِ وَالتَّعَسُّفِ، وَنَبَذْتُمُ الثِّقْلَ الْفَادِحَ عَنِ الْأَعْنَاقِ»، وفي معناه ما جاء عن كعب، قال: «يَطْلُعُ نَجْمٌ مِنَ الْمَشْرِقِ قَبْلَ خُرُوجِ الْمَهْدِيِّ، لَهُ ذِنَابٌ، يُضِيءُ لِأَهْلِ الْأَرْضِ كَإِضَاءَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ».
٤٢
حديث الحسن بن المبارك، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن عليّ
رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ النُّعْمَانِيُّ [تنحو٣٦٠هـ] فِي «الْغَيْبَةِ»، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَى الْعَلَوِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ الْهَمْدَانِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنَّهُ قَالَ: «الْمَهْدِيُّ أَقْبَلُ، جَعْدٌ، بِخَدِّهِ خَالٌ، يَكُونُ مَبْدَأُهُ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ، وَإِذَا كَانَ ذَلِكَ خَرَجَ السُّفْيَانِيُّ، فَيَمْلِكُ قَدْرَ حَمْلِ امْرَأَةٍ تِسْعَةَ أَشْهُرٍ».