لَيْسَ مِنْ صَاحِبِ رَايَةٍ إِلَّا وَهُوَ يَطْمَعُ بِالْمُلْكِ -وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى: يَطْلُبُ الْمُلْكَ-، فَيَقْتَتِلُونَ وَيُهْزَمُونَ، ثُمَّ يَظْهَرُ الْهَاشِمِيُّ، فَيَرُدُّ اللَّهُ إِلَى النَّاسِ أُلْفَتَهُمْ وَنِعْمَتَهُمْ، فَيَكُونُونَ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى يَخْرُجَ الدَّجَّالُ».
أقول: هذا حديث صحيح الإسناد، وقد رواه الطبرانيّ [ت٣٦٠هـ] مرفوعًا من طريق ابن لهيعة، والأظهر أنّ المراد برجل من العترة يخرج في ثلاث رايات هو صاحب الرايات السّود؛ كما جاء في رواية أخرى: «يَخْرُجُ فِي تِسْعِ رَايَاتٍ سُودٍ»، وفي رواية أخرى: «شِعَارُهُمْ: بِكُشْ بِكُشْ» بالفارسيّة، وهو الذي يقاتل السفيانيّين من أهل الشام، فيهزمهم، ولذلك قال: «ثُمَّ يَظْهَرُ الْهَاشِمِيُّ»، يعني المهديّ، يظهر بعد ذلك، «فَيَرُدُّ اللَّهُ إِلَى النَّاسِ أُلْفَتَهُمْ وَنِعْمَتَهُمْ»، واللّه أعلم.
٤٠
حديث أبي سالم الجيشانيّ، عن عليّ
رَوَى نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ [ت٢٢٨هـ] فِي «الْفِتَنِ»، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ حَرْمَلَةَ بْنِ عِمْرَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ أَبِي سَالِمٍ الْجَيْشَانِيِّ، سَمِعَ عَلِيًّا يَقُولُ: «الْأَمْرُ لَهُمْ -يَعْنِي لِبَنِي أُمَيَّةَ- حَتَّى يَقْتُلُوا قَتِيلَهُمْ وَيَتَنَافَسُوا بَيْنَهُمْ، فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ بَعَثَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ أَقْوَامًا مِنَ الْمَشْرِقِ، فَيَقْتُلُونَهُمْ بَدَدًا، وَأَحْصَوْهُمْ عَدَدًا، وَاللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ سَنَةً إِلَّا مَلَكْنَا سَنَتَيْنِ، وَلَا يَمْلِكُونَ سَنَتَيْنِ إِلَّا مَلَكْنَا أَرْبَعًا».