«مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ أَرْبَعَةٌ: مِنَّا السَّفَّاحُ، وَمِنَّا الْمُنْذِرُ، وَمِنَّا الْمَنْصُورُ، وَمِنَّا الْمَهْدِيُّ»، فَقَالَ لَهُ مُجَاهِدٌ: فَبَيِّنْ لِي هَؤُلَاءِ الْأَرْبَعَةَ، فَقَالَ: «أَمَّا السَّفَّاحُ فَرُبَّمَا قَتَلَ أَنْصَارَهُ وَعَفَا عَنْ عَدُوِّهِ، وَأَمَّا الْمُنْذِرُ فَإِنَّهُ يُعْطِي الْمَالَ الْكَثِيرَ لَا يَتَعَاظَمُ فِي نَفْسِهِ، وَيُمْسِكُ الْقَلِيلَ مِنْ حَقِّهِ، وَأَمَّا الْمَنْصُورُ فَإِنَّهُ يُعْطَى النَّصْرَ عَلَى عَدُوِّهِ الشَّطْرَ مِمَّا كَانَ يُعْطَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يَرْعَبُ مِنْهُ عَدُوُّهُ عَلَى مَسِيرَةِ شَهْرَيْنِ، وَالْمَنْصُورُ يَرْعَبُ عَدُوُّهُ مِنْهُ عَلَى مَسِيرَةِ شَهْرٍ، وَأَمَّا الْمَهْدِيُّ الَّذِي يَمْلَأُ الْأَرْضَ عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْرًا، وَتَأْمَنَ الْبَهَائِمُ وَالسِّبَاعُ، وَتُلْقِي الْأَرْضُ أَفْلَاذَ كَبِدِهَا»، قَالَ: قُلْتُ: وَمَا أَفْلَاذُ كَبِدِهَا؟ قَالَ: «أَمْثَالُ الْأُسْطُوَانَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ».
أقول: روي مثله عن أبي سعيد الخدريّ، وأبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين، غير أنّهما لم يذكرا «الْمُنْذِرَ»، وفي الأحاديث: «الْمُنْذِرُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ»، ولكنّه لم يُقصد هاهنا، أو قُصد فلم يحفظ الراوي.
٣٣
حديث عديّ بن حكيم، عن عبد اللّه بن عبّاس
رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُكْبَرِيُّ [ت٤١٣هـ] فِي «الْإِرْشَادِ»، قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ الرَّازِيِّ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ ابْنُ سُلَيْمَانَ الدَّيْلَمِيُّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ الْجُعْفِيِّ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ، قَالَ: