أقول: الظاهر أنّ المراد بالرجل الذي يخرج من المشرق صاحب الرايات السّود؛ فإنّه يخرج قبل السفيانيّ، فينزع الملك من ملك أهل المشرق، واللّه تعالى أعلم.
٣١
حديث المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جُبير، عن عبد اللّه بن عبّاس
وله طريقان صحيحان:
١ . طريق عبد الملك بن أبي غنيّة:
رَوَى نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ [ت٢٢٨هـ] فِي «الْفِتَنِ»، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَغَيْرُهُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي غَنِيَّةَ: حَدَّثَنَا الْمِنْهَالُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُمْ ذَكَرُوا عِنْدَهُ: اثْنَا عَشَرَ خَلِيفَةً، ثُمَّ لَا أَمِيرَ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: «وَاللَّهِ إِنَّ مِنَّا بَعْدَ ذَلِكِ السَّفَّاحَ وَالْمَنْصُورَ وَالْمَهْدِيَّ، يَدْفَعُهَا إِلَى عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ».
٢ . طريق ميسرة بن حبيب:
رَوَى ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ [ت٢٣٥هـ] فِي «مُصَنَّفِهِ»، قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ مَرْزُوقٍ، سَمِعَهُ مِنْ مَيْسَرَةَ بْنِ حَبِيبٍ، عَنِ الْمِنْهَالِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «مِنَّا ثَلَاثَةٌ: مِنَّا السَّفَّاحُ، وَمِنَّا الْمَنْصُورُ، وَمِنَّا الْمَهْدِيُّ».
أقول: هذا من أخبار الرايات السّود؛ لأنّ المنصور قائدها، وهو يوطّئ للمهديّ سلطانه، كما جاء في الأحاديث، والسفّاح شعيب بن صالح، أو رجل آخر يستخلفه المنصور بعد المهديّ، وإنّما أراد ابن عبّاس: «مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ»، ولم يرد: «مِنَّا بَنِي الْعَبَّاسِ»، والدليل على ذلك: