أقول: يعني أنّها رايات الهدى الواجبة اتّباعها، لقول رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم في أهل بيته: «مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِمْ لَنْ تَضِلُّوا»، وقد جاء في حديث عُبيد بن كَرِب، عن عليّ عليه السلام أنّه قال: «إِنَّ لَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ رَايَةً مَنْ تَقَدَّمَهَا مَرَقَ، وَمَنْ تَأَخَّرَ عَنْهَا مُحِقَ، وَمَنْ تَبِعَهَا لَحِقَ»، فكأنّما بيّنه ابن عبّاس، وقال: هي الراية السّوداء الخارجة من خراسان لنصرة أهل البيت، والأحاديث بعضها من بعض.
٢٥
حديث أبي صالح، عن عبد اللّه بن عبّاس
قَالَ السُّيُوطِيُّ [ت٩١١هـ] فِي «تَارِيخِ الْخُلَفَاءِ»: قَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ [ت٢٥٦هـ] فِي «الْمُوَفَّقِيَّاتِ»: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنِ ابْنِ الْكَلْبِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «الرَّايَاتُ السُّودُ لَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ».
أقول: إنّما قال ابن عبّاس: «لَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ»، ولم يقل: «لَنَا بَنِي الْعَبَّاسِ»، وكان ابن عبّاس رجلًا من خاصّة عليّ عليه السلام، ولذلك كان كرجل من أهل البيت، ولا يبعد أن يكون الحديث مرفوعًا، فأوقفه بعض الرواة، كما يظهر من بعض الروايات، وأهل البيت هم عليّ وفاطمة والحسن والحسين، لقول النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم: «اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَيْتِي»، ويلحق بهم من صلح من ذرّيّتهم، لقول اللّه تعالى: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ﴾،