حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هَرَاسَةَ، عَنْ حَمْزَةَ الْجَزَرِيِّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ رَفِيعٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ جَالِسٌ إِذْ مَرَّ فِتْيَةٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الْمَصَابِيحُ، فَبَكَى، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: «إِنَّا أَهْلُ بَيْتٍ اخْتَارَ اللَّهُ لَنَا الْآخِرَةَ عَلَى الدُّنْيَا، وَإِنَّ أَهْلَ بَيْتِي سَيَلْقَوْنَ مِنْ بَعْدِي قَتْلًا وَتَطْرِيدًا وَتَشْرِيدًا فِي الْبِلَادِ، حَتَّى يَفْتَحَ اللَّهُ لَهُمْ رَايَةً تَخْرُجُ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ، فِيهَا رَجُلٌ مِنِّي، اسْمُهُ كَاسْمِي، وَخُلْقُهُ كَخُلْقِي، يَؤُوبُ النَّاسُ إِلَيْهِ، كَمَا تَؤُوبُ الطَّيْرُ إِلَى أَوْكَارِهَا، وَكَمَا تَؤُوبُ النَّحْلُ إِلَى يَعْسُوبِهَا، يَمْلَؤُهَا عَدْلًا، كَمَا مُلِئَتْ جَوْرًا».
أقول: هكذا جاء في الإسناد: «عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ»، وقد يظنّ الظانّ أنّه تصحيف؛ لأنّ سمرة بن حجر رواه عن حمزة النصيبيّ، عن زيد بن رفيع، عن أبي عبيدة، عن عبد اللّه بن مسعود، ولكنّه غير معلوم، لاحتمال أن يكون أبو عبيدة قد رواه عن أبيه وعبد اللّه بن عبّاس جميعًا، ويقرّب ذلك رواية تميم بن حذيم عن ابن عبّاس، والمراد بالرجل المهديّ، وظاهر الحديث أنّه في الرايات السّود، ولكن يجوز أن يكون المراد أنّ فيها نائبه؛ كما جاء في رواية: «إِنَّ فِيهَا خَلِيفَةَ الْمَهْدِيِّ».
٢٣
حديث عبد الواحد، عن عبد اللّه بن عبّاس
رَوَى يُوسُفُ بْنُ حَاتِمٍ الشَّامِيُّ [ت٦٦٤هـ] فِي «الدُّرِّ النَّظِيمِ»، قَالَ: قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّرِيُّ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْحَرِيرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَرِيرِيُّ،