وقال: «هَذَانِ الرَّجُلَانِ تَجِيءُ الرِّوَايَةُ عَنْهُمَا كَثِيرًا عَلَى الْإِخْتِلَافِ، فَيُقَالُ فِي ابْنِ حَذْلَمٍ: ابْنُ حِذْيَمٍ، وَفِي ابْنِ حِذْيَمٍ: ابْنُ حَذْلَمٍ، وَقَدْ وَهِمَ فِيهِمَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ النَّيْسَابُورِيُّ، وَذَكَرْنَا ذَلِكَ فِي كِتَابِنَا ”الْمُوَضِّحُ لِأَوْهَامِ الْجَمْعِ وَالتَّفْرِيقِ“، وَأَبَنَّا مِنْ أَمْرِهِمَا مَا يَزُولُ مَعَهُ الْإِشْكَالُ عَمَّنْ وَقَفَ عَلَيْهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى»، وعلى قوله فإنّ الرّجل تميم بن حذيم الناجيّ، روى عنه جابر الجعفيّ، وكان جابر من ثقات الشيعة، وما ترك الناس حديثه إلّا لمذهبه، وكان عارفهم ومنصفهم يذعن بوثاقته؛ كما قال سفيان الثوريّ [ت١٦١هـ]: «كَانَ جَابِرٌ وَرِعًا فِي الْحَدِيثِ، مَا رَأَيْتُ أَوْرَعَ فِي الْحَدِيثِ مِنْهُ»، وقال وكيع [ت١٩٧هـ]: «مَا شَكَكْتُمْ فِي شَيْءٍ فَلَا تَشُكُّوا أَنَّ جَابِرًا ثِقَةٌ»، وقال شعبة [ت١٦٠هـ] وهو أنقدهم للرّجال: «لَا تَنْظُرُوا إِلَى هَؤُلَاءِ الْمَجَانِينِ الَّذِينَ يَقَعُونَ فِي جَابِرٍ»، وقال: «هُوَ صَدُوقٌ فِي الْحَدِيثِ»، وقال ابن عديّ [ت٣٦٥هـ]: «لِجَابِرٍ حَدِيثٌ صَالِحٌ، وَقَدِ احْتَمَلَهُ النَّاسُ وَرَوَوْا عَنْهُ، وَعَامَّةُ مَا قَذَفُوهُ بِهِ أَنَّهُ كَانَ يُؤْمِنُ بِالرَّجْعَةِ، وَلَمْ يَتَخَلَّفْ أَحَدٌ فِي الرِّوَايَةِ عَنْهُ».
٢٢
حديث أبي عُبيدة، عن عبد اللّه بن عبّاس
رَوَى يُوسُفُ بْنُ حَاتِمٍ الشَّامِيُّ [ت٦٦٤هـ] فِي «الدُّرِّ النَّظِيمِ»، قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكَاتِبُ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي: