الباب الخامس
ما جاء عن محمّد بن عبد المطّلب بن ربيعة
١٨
حديث جابر الجعفيّ، عن محمّد بن عبد المطّلب
رَوَى يُوسُفُ بْنُ حَاتِمٍ الشَّامِيُّ [ت٦٦٤هـ] فِي «الدُّرِّ النَّظِيمِ»، قَالَ: قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّرِيُّ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْحَرِيرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَرِيرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَعْلَى الْأَسْلَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ بَيْنَمَا هُوَ جَالِسٌ، إِذْ مَرَّ بِهِ فِتْيَةٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ، فَتَغَيَّرَ لَوْنُهُ، وَاغْرَوْرَقَتْ عَيْنَاهُ بِالدُّمُوعِ، فَقَالَ لَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَا نَزَالُ نَرَى فِي وَجْهِكَ تَغَيُّرًا يَسُوؤُنَا، فَقَالَ: «إِنَّا أَهْلُ بَيْتٍ اخْتَارَ اللَّهُ لَنَا الْآخِرَةَ عَلَى الدُّنْيَا، وَإِنَّ أَهْلَ بَيْتِي سَيَلْقَوْنَ بَعْدِي بَلَاءً شَدِيدًا وَتَشْرِيدًا، ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ قَوْمًا فِي آخِرِ الزَّمَانِ مِنْ أَطْرَافِ الْأَرْضِ، يَجْتَمِعُونَ كَمَا يَجْتَمِعُ قَزَعُ السَّحَابِ خَرِيفًا، فَيُبَايِعُونَ رَجُلًا مِنِّي، فَيَمْلَأُ اللَّهُ بِهِ الْأَرْضَ عَدْلًا، كَمَا مُلِئَتْ جَوْرًا».
أقول: إنّ القوم أصحاب الرايات السّود، كما جاء في حديث عبد اللّه بن مسعود، وقال البلاذريّ [ت٢٧٩هـ] في «أنساب الأشراف»: «مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ رَبِيعَةَ كَانَ نَاسِكًا فَاضِلًا»؛ فلعلّه سمع الحديث من أبيه؛ فقد روى عبد المطّلب بن ربيعة عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم، وكان رجلًا على عهده، ذكره الكلبيّ.