فَيَمْلَأُ الْأَرْضَ عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْرًا وَظُلْمًا، يَسْقِيهِ اللَّهُ مِنْ صَوْبِ الْغَمَامِ“، فَقَالَ نَاسٌ مِنْ بَنِي الْعَبَّاسِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيَكُونُ هَذَا وَنَحْنُ أَحْيَاءٌ؟! فَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِمْ كَالْمَاقِتِ لَهُمْ، ثُمَّ قَالَ: ”وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ فِي أَصْلَابِ فَارِسَ وَالرُّومِ لَمَنْ هُوَ أَرْجَى عِنْدِي لِأَهْلِ بَيْتِي مِنْ بَنِي الْعَبَّاسِ“»، كأنّه أراد أصحاب الرايات السّود؛ فإنّهم من أبناء فارس.
١٥
حديث الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد اللّه بن مسعود
رَوَى أَسْلَمُ بْنُ سَهْلٍ الرَّزَّازُ [ت٢٩٢هـ] فِي «تَارِيخِ وَاسِطَ»، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فَرَجٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَجَّاجِ؛ وَرَوَى الْعُقَيْلِيُّ [ت٣٢٢هـ] فِي «الضُّعَفَاءِ»، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ التَّازِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ النُّفَيْلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَبْدِ الْغَفَّارِ؛ وَرَوَى أَبُو نُعَيْمٍ [ت٤٣٠هـ] فِي «أَخْبَارِ أَصْبَهَانَ»، قَالَ: حَدَّثَ أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ سَعِيدٍ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ مَعْدَانَ أَبُو الْهَيْثَمِ الْمُسْتَمْلِيُّ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ أَبُو عُمَرَ: حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ بَهْرَامَ؛ جَمِيعًا عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «لَوْ كَانَ الدِّينُ مُعَلَّقًا بِالثُّرَيَّا، لَتَنَاوَلَهُ قَوْمٌ مِنْ أَبْنَاءِ فَارِسَ».
أقول: هم عندنا أصحاب الرايات السّود؛ فإنّهم من أبناء فارس، وإنّهم ينالون المهديّ ولو كان بعيدًا عن أيدي الناس، وإنّما كنى عن المهديّ بالدّين لأنّه يعلّمه ويقيمه، وقد جاء في الخبر: «حَدِيثٌ تَدْرِيهِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ حَدِيثٍ تَرْوِيهِ، وَلَا يَكُونُ الرَّجُلُ مِنْكُمْ فَقِيهًا حَتَّى يَعْرِفَ مَعَارِيضَ كَلَامِنَا».