١٤
حديث الحسن البصريّ، عن عَبيدة السلمانيّ، عن عبد اللّه بن مسعود
رَوَى ابْنُ الْجَوْزِيِّ [ت٥٩٧هـ] فِي «الْمَوْضُوعَاتِ»، قَالَ: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ الْحَافِظُ، قَالَ: أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ أَحْمَدَ: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَلَّانَ: أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَتْحِ الْأَزْدِيُّ: حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوَابٍ: حَدَّثَنَا حَنَّانُ بْنُ سَدِيرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبِيدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا أَقْبَلَتِ الرَّايَاتُ السُّودُ مِنْ خُرَاسَانَ فَائْتُوهَا، فَإِنَّ فِيهَا خَلِيفَةَ الْمَهْدِيِّ».
أقول: هكذا رواه ابن الجوزيّ بلفظ «خَلِيفَةَ الْمَهْدِيِّ»، والصحيح: «خَلِيفَةَ اللَّهِ الْمَهْدِيَّ»، وإن كان صاحب الرايات السّود خليفة المهديّ أيضًا لما رواه ابن عبّاس وغيره، وقال ابن حجر [ت٨٥٢هـ] في «القول المسدّد»: «لَمْ يُصِبِ ابْنُ الْجَوْزِيِّ إِذْ أَخْرَجَهُ فِي الْمَوْضُوعَاتِ»، وهو كما قال؛ فإنّ لعمرو بن قيس الملائيّ عن الحسن روايات، والحسن أدرك عبيدة السلمانيّ؛ فإنّه مات وللحسن نحو خمسين سنة؛ فلا تُنكَر روايته عنه، وقد روى نعيم بن حمّاد [ت٢٢٨هـ] بسند صحيح عن الحسن: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ بَلَاءً يَلْقَاهُ أَهْلُ بَيْتِهِ، حَتَّى يَبْعَثَ اللَّهُ رَايَةً مِنَ الْمَشْرِقِ سَوْدَاءَ، مَنْ نَصَرَهَا نَصَرَهُ اللَّهُ، وَمَنْ خَذَلَهَا خَذَلَهُ اللَّهُ، حَتَّى يَأْتُوا رَجُلًا اسْمُهُ كَاسِمِي، فَيُوَلِّيهِ أَمْرَهُمْ، فَيُؤَيِّدُهُ اللَّهُ وَيَنْصُرُهُ»؛ فبه يتقوّى حديثه عن عبيدة، عن عبد اللّه بن مسعود، وعليه فإنّ الحديث ثابت عن عبد اللّه بن مسعود،