١٣
حديث زيد بن رفيع، عن أبي عبيدة، عن عبد اللّه بن مسعود
رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ [تبعد٤١١هـ] فِي «دَلَائِلِ الْإِمَامَةِ»، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْمُفَضَّلِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ الْبُهْلُولِ الْقَاضِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا سَمُرَةُ بْنُ حُجْرٍ، عَنْ حَمْزَةَ النَّصِيبِيِّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ رَفِيعٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، إِذْ مَرَّ فِتْيَةٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ، كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الْمَصَابِيحُ، فَبَكَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: مَا يُبْكِيكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ «إِنَّا أَهْلُ بَيْتٍ قَدِ اخْتَارَ اللَّهُ لَنَا الْآخِرَةَ عَلَى الدُّنْيَا، وَإِنَّهُ سَيُصِيبُ أَهْلَ بَيْتِي قَتْلٌ وَتَطْرِيدٌ وَتَشْرِيدٌ فِي الْبِلَادِ، حَتَّى يُتِيحَ اللَّهُ لَنَا رَايَةً تَجِيءُ مِنَ الْمَشْرِقِ، مَنْ نَصَرَهَا نُصِرَ، وَمَنْ يُشَاقَّهَا يُشَاقُّ، ثُمَّ يَخْرُجُ عَلَيْهِمْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي اسْمُهُ كَاسْمِي، وَخُلْقُهُ كَخُلْقِي، تَؤُوبُ إِلَيْهِ أُمَّتِي كَمَا تَؤُوبُ الطَّيْرُ إِلَى أَوْكَارِهَا، فَيَمْلَأُ الْأَرْضَ عَدْلًا، كَمَا مُلِئَتْ جَوْرًا».
أقول: قال عبد اللّه بن أحمد بن حنبل [ت٢٩٠هـ]: «سَأَلْتُ أَبِي عَنْ زَيْدِ بْنِ رَفِيعٍ، فَقَالَ: رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَزِيرَةِ ثِقَةٌ، قُلْتُ: سَمِعَ مِنْ أَبِي عُبَيْدَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ»، وقال ابن حبّان [ت٣٥٤هـ]: «كَانَ فَقِيهًا وَرِعًا فَاضِلًا مِنْ أَهْلِ نَصِيبِينَ، يَرْوِي عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، رَوَى عَنْهُ مَعْمَرٌ وَأَهْلُ بَلَدِهِ».