أقول: هذا إسناد صحيح؛ فقد كان أحمد بن محمّد بن سعيد، وحنّان بن سدير من ثقات الشيعة، وسائر رجاله رجال الصحيح، ورواه أبو المفضّل محمّد بن عبد اللّه الشيبانيّ [ت٣٨٧هـ] من طريق يزيد بن أبي زياد، عن إبراهيم النخعيّ، عن علقمة، عن عبد اللّه بن مسعود، ثمّ قال: «وَرَوَاهُ عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ الْمُلَائِيُّ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبِيدَةَ السَّلْمَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، وَكِلَاهُمَا عِنْدِي صَحِيحٌ».
١١
حديث الحكم بن عُتيبة، عن إبراهيم، عن أبي عُبيدة، عن عبد اللّه بن مسعود
رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ [تبعد٤١١هـ] فِي «دَلَائِلِ الْإِمَامَةِ»، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ حَفْصٍ الْخَثْعَمِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ رَبَاحٍ الْأَشْجَعِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَسَدِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ ثَوَابٍ الْهَبَّارِيُّ، قَالَا: أَخْبَرَنَا حَنَّانُ بْنُ سَدِيرٍ، قَالَ: كُنْتُ أَخْتَلِفُ إِلَى عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ الْمُلَائِيِّ أَتَعَلَّمُ مِنْهُ الْقُرْآنَ، وَكَانَ النَّاسُ يَجِيئُونَهُ وَيَسْأَلُونَهُ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ حَتَّى حَفِظْتُهُ مِنْهُ، فَحَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ الْمُلَائِيُّ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَتَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، فَخَرَجَ إِلَيْنَا مُسْتَبْشِرًا يُعْرَفُ السُّرُورُ فِي وَجْهِهِ، فَمَا سَأَلْنَاهُ عَنْ شَيْءٍ إِلَّا أَخْبَرَنَا، وَلَا سَكَتْنَا إِلَّا ابْتَدَأَنَا، حَتَّى مَرَّتْ بِهِ فِتْيَةٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ، فِيهِمُ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ، فَلَمَّا أَنْ رَآهُمْ خَثَرَ لَهُمْ، وَانْهَمَلَتْ عَيْنَاهُ بِالدُّمُوعِ، فَقَالُوا لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، خَرَجْتَ إِلَيْنَا مُسْتَبْشِرًا، نَعْرِفُ السُّرُورَ فِي وَجْهِكَ، فَمَا سَأَلْنَاكَ عَنْ شَيْءٍ إِلَّا أَخْبَرْتَنَا، وَلَا سَكَتْنَا إِلَّا ابْتَدَأْتَنَا،