وكان شعبة بن الحجّاج [ت١٦٠هـ] يقول: «لَا أُبَالِي إِذَا كَتَبْتُ عَنْهُ أَنْ لَا أَكْتُبَ عَنْ أَحَدٍ»، وهذا غاية التوثيق منه، وكان أعلم بحاله من المتكلّمين فيه؛ فقد شهد وغابوا، وكان أكثر منهم تشدّدًا وانتقادًا للرجال؛ كما قال حمّاد بن زيد [ت١٧٩هـ]: «إِذَا خَالَفْنَا شُعْبَةَ الصَّوَابُ مَا قَالَ»، وقال يحيى بن سعيد [ت١٩٨هـ]: «كَانَ شُعْبَةُ أَعْلَمَ بِالرِّجَالِ»، وقال أبو حاتم [ت٢٧٧هـ]: «إِذَا رَأَيْتَ شُعْبَةَ يُحَدِّثُ عَنْ رَجُلٍ فَاعْلَمْ أَنَّهُ ثِقَةٌ إِلَّا نَفَرًا بِأَعْيَانِهِمْ، وَكَانَ شُعْبَةُ أَبْصَرَ بِالْحَدِيثِ وَبِالرِّجَالِ»، وقال أحمد بن حنبل [ت٢٤١هـ]: «كَانَ شُعْبَةُ أُمَّةً وَاحِدَةً فِي هَذَا الشَّأْنِ، يَعْنِي فِي الرِّجَالِ وَبَصَرِهِ بِالْحَدِيثِ، وَتَثَبُّتِهِ وَتَنَقِّيهِ لِلرِّجَالِ»، وعلى هذا فلا ينبغي الشكّ في وثاقة يزيد بن أبي زياد.
ثمّ إنّه لم ينفرد بهذا الحديث، فقد تابعه الحكم بن عُتيبة، وعمارة بن القعقاع.
٨
حديث الحكم بن عُتيبة، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد اللّه بن مسعود
رَوَى الْبَزَّارُ [ت٢٩٢هـ] فِي «مُسْنَدِهِ»، قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ سَهْلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاهِرٍ الرَّازِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْحَكَمِ،