الباب الثالث والأربعون
ما جاء عن أبي أمامة الباهليّ
١٤٠
حديث القاسم بن عبد الرّحمن، عن أبي أمامة
رَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيٍّ [ت٣٦٥هـ] فِي «الْكَامِلِ»، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَجَّاجِ الصَّوَّافُ، حَدَّثَنَا صَفْدِيُّ بْنُ سِنَانٍ، حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ الزُّبَيْرِ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «الْمَلَائِكَةُ الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ يَتَكَلَّمُونَ بِالْفَارِسِيَّةِ الدَّرِيَّةِ»، وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى، قَالَ: «حَمَلَةُ الْعَرْشِ يَتَكَلَّمُونَ بِالْفَارِسِيَّةِ الدَّرِيَّةِ».
أقول: هذا حديث لا يصحّ، إلّا أن يكون المراد بحملة العرش حملة العلم في آخر الزمان؛ كما روي عن أهل البيت أنّهم قالوا: «حَمَلَةُ الْعَرْشِ، وَالْعَرْشُ الْعِلْمُ، ثَمَانِيَةٌ: أَرْبَعَةٌ مِنَّا، وَأَرْبَعَةٌ مِمَّنْ شَاءَ اللَّهُ»، فيكون في معنى قول النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم: «لَوْ كَانَ الْعِلْمُ مُعَلَّقًا بِالثُّرَيَّا لَتَنَاوَلَهُ نَاسٌ مِنْ أَبْنَاءِ فَارِسَ».
وقد رواه ابن عديّ بلفظ آخر، قال: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيٍّ الْعُمَرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ الزُّبَيْرِ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ كَلَامَ الَّذِينَ حَوْلَ الْعَرْشِ بِالْفَارِسِيَّةِ الدَّرِيَّةِ»، وتأويله على هذا اللفظ الذين حول العالِم، وهم أصحاب المهديّ في آخر الزمان، والفارسيّة الدّريّة لسان أهل خراسان.