أقول: قال المطهّر بن طاهر: «فِي هَذَا أَخْبَارٌ كَثِيرَةٌ، هَذَا أَحْسَنُهَا وَأَوْلَاهَا»، وقال الحاكم: «هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ»، ويظهر من لفظ المطهّر أنّه مرفوع، فسقط رفعه من لفظ الحاكم، مع أنّه مرفوع لا محالة؛ لأنّه من أنباء الغيب، وكان ثوبان خادم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم؛ كما قال خالد الحذّاء في رواية أخرى: «قِيلَ لِأَبِي أَسْمَاءَ: مِمَّنْ سَمِعَهُ ثَوْبَانُ؟ أَمِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: فَمِمَّنْ إِذًا؟!».
٤
حديث خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، عن ثوبان، برواية عبد العزيز بن المختار
قَالَ ابْنُ رَجَبَ [ت٧٩٥هـ] فِي «فَضَائِلِ الشَّامِ»: رَوَى عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَارِ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ، عَنْ ثَوْبَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «تَجِيءُ رَايَاتٌ سُودٌ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ، كَأَنَّ قُلُوبَهُمْ زُبَرُ الْحَدِيدِ، فَمَنْ سَمِعَ بِهِمْ فَلْيَأْتِهِمْ، وَلَوْ حَبْوًا عَلَى الثَّلْجِ».
رَوَاهُ أَبُو نُعَيْمٍ [ت٤٣٠هـ] فِي «أَخْبَارِ الْمَهْدِيِّ»، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: «فَمَنْ سَمِعَ بِهِمْ فَلْيَأْتِهِمْ فَلْيُبَايِعْهُمْ، وَلَوْ حَبْوًا عَلَى الثَّلْجِ»، وَقَالَ السُّيُوطِيُّ [ت٩١١هـ] فِي «الْحَاوِي»: «أَخْرَجَهُ الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ أَيْضًا»، يَعْنِي بِهَذَا اللَّفْظِ.