الباب الرابع والثلاثون
ما جاء عن حفصة زوج النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم
١٣٠
حديث عبد اللّه بن صفوان، عن حفصة
رَوَى نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ [ت٢٢٨هـ] فِي «الْفِتَنِ»، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَلْحَلَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ حَفْصَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «إِذَا سَمِعْتُمْ بِنَاسٍ يَأْتُونَ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ أُولُو دَهَاءٍ يَعْجَبُ النَّاسُ مِنْ زِيِّهِمْ، فَقَدْ أَظَلَّتْكُمُ السَّاعَةُ».
أقول: إسناده حسن؛ فإنّ نعيم بن حمّاد صدوق عندهم، وسائر رجاله موثّقون، وهو يشبه بعض ما جاء في الرايات السّود، والدّهاء العقل وجودة الرأي، ولا ينبغي أن يوصف به إلّا الممهّدون لظهور المهديّ، وقد روي أنّ قلانسهم سود وثيابهم بيض، فعسى أن يكون عجب الناس من زيّهم هذا إن صحّت الرواية، وإن لم تصحّ فإنّ الزيّ قد يُطلق على الطريقة، فعسى أن يكون عجب الناس من طريقتهم، لاختلافها عن طريقة الناس؛ كما قال اللّه تعالى: ﴿أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ﴾، وقال: ﴿بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ﴾.