ثمّ على تقدير ضعفه، فإنّه غير متّهم بالكذب، ولم ينفرد بهذا الحديث؛ كما قال ابن حجر العسقلانيّ [ت٨٥٢هـ]: «فِيهِ ضَعْفٌ، وَلَمْ يَقُلْ أَحَدٌ إِنَّهُ كَانَ يَتَعَمَّدُ الْكَذِبَ حَتَّى يُحْكَمَ عَلَى حَدِيثِهِ بِالْوَضْعِ إِذَا انْفَرَدَ، وَكَيْفَ؟! وَقَدْ تُوبِعَ مِنْ طَرِيقٍ آخَرَ رِجَالُهُ غَيْرُ رِجَالِ الْأَوَّلِ».
٣
حديث خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، عن ثوبان، برواية عبد الوهّاب بن عطاء
رَوَى الْمُطَهَّرُ بْنُ طَاهِرٍ الْمَقْدِسِيُّ [تنحو٣٥٥هـ] فِي «الْبَدْءِ وَالتَّارِيخِ»، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ يُوسُفَ السِّجْزِيُّ: حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى الْبَغَوِيُّ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ ابْرَاهِيمَ الْبَيَاضِيُّ بِمَكَّةَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ الثَّقَفِيُّ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْخَفَّافُ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ الرَّحَبِيِّ، عَنْ ثَوْبَانَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «إِذَا رَأَيْتُمُ الرَّايَاتِ السُّودَ مِنْ قِبَلِ خُرَاسَانَ، فَاسْتَقْبِلُوهَا مَشْيًا عَلَى أَقْدَامِكُمْ، لِأَنَّ فِيهَا خَلِيفَةَ اللَّهِ الْمَهْدِيَّ».
وَرَوَى الْحَاكِمُ [ت٤٠٥هـ] فِي «الْمُسْتَدْرَكِ عَلَى الصَّحِيحَيْنِ»، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ يُوسُفَ الْعَدْلُ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ: أَنْبَأَ خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ، عَنْ ثَوْبَانَ، قَالَ: «إِذَا رَأَيْتُمُ الرَّايَاتِ السُّودَ خَرَجَتْ مِنْ قِبَلِ خُرَاسَانَ، فَائْتُوهَا وَلَوْ حَبْوًا، فَإِنَّ فِيهَا خَلِيفَةَ اللَّهِ الْمَهْدِيَّ».