الباب الثالث والثلاثون
ما جاء عن عبد اللّه بن الحسن بن الحسن
١٢٨
حديث أحمد بن إبراهيم الحسينيّ بإسناده، عن عبد اللّه بن الحسن
قَالَ السَّيِّدُ ابْنُ طَاوُوسَ [ت٦٦٤هـ] فِي «إِقْبَالِ الْأَعْمَالِ»: رَوَى أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحُسَيْنِيُّ فِي كِتَابِ «الْمَصَابِيحِ» بِإِسْنَادِهِ، أَنَّ جَمَاعَةً سَأَلُوا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَسَنِ، وَهُوَ فِي الْمَحْمِلِ الَّذِي حُمِلَ فِيهِ إِلَى سِجْنِ الْكُوفَةِ، فَقُلْنَا: يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ، مُحَمَّدٌ ابْنُكَ الْمَهْدِيُّ؟ فَقَالَ: «يَخْرُجُ مُحَمَّدٌ مِنْ هَاهُنَا»، وَأَشَارَ إِلَى الْمَدِينَةِ، «فَيَكُونُ كَلَحْسِ الثَّوْرِ أَنْفَهُ حَتَّى يُقْتَلَ، وَلَكِنْ إِذَا سَمِعْتُمْ بِالْمَأْثُورِ قَدْ خَرَجَ بِخُرَاسَانَ فَهُوَ صَاحِبُكُمْ».
أقول: كذا جاء في الكتاب، والصحيح المنصور، فأخطأ السّمع لتقارب اللفظين، وقول عبد اللّه بن الحسن صريح في أنّ المنصور يخرج من خراسان، وقد أطلق عليه المهديّ لأنّه مهديّ، أو لأنّه كنفس المهديّ، كما كان عليّ كنفس رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم؛ فقد جاء في حديث أبي ذرّ، وعبد الرّحمن بن عوف، وعبد اللّه بن شدّاد، وجابر بن عبد اللّه الأنصاريّ، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم قال: «لَتُقِيمُنَّ الصَّلَاةَ وَلَتُؤْتُنَّ الزَّكَاةَ، أَوْ لَأَبْعَثَنَّ إِلَيْكُمْ رَجُلًا كَنَفْسِي، يُقَاتِلُ مُقَاتِلَتَكُمْ، وَيَسْبِي ذَرَارِيَّكُمْ، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِ عَلِيٍّ»، واللّه تعالى أعلم.