الباب الحادي والثلاثون
ما جاء عن موسى بن جعفر
١٢٥
حديث عبد الرّحمن بن بكّار، عن موسى بن جعفر
رَوَى ابْنُ حَيُّونَ الْمَغْرِبِيُّ [ت٣٦٣هـ] فِي «شَرْحِ الْأَخْبَارِ»، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ بَكَّارٍ الْأَقْرَعِ الْقَيْرَوَانِيِّ، قَالَ: حَجَجْتُ، فَدَخَلْتُ الْمَدِينَةَ، فَأَتَيْتُ مَسْجِدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، فَرَأَيْتُ النَّاسَ مُجْتَمِعِينَ عَلَى مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ يَسْأَلُونَهُ وَيُفْتِيهِمْ، فَقَصَدْتُ نَحْوَهُ، فَإِذَا أَنَا بِرَجُلٍ وَسِيمٍ حَاضِرٍ فِي الْمَسْجِدِ، وَحَوْلَهُ حَفَدَةٌ يَدْفَعُونَ النَّاسَ عَنْهُ، فَقُلْتُ لِبَعْضِ مَنْ حَوْلَهُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ، فَتَرَكْتُ مَالِكًا وَتَبِعْتُهُ، وَلَمْ أَزَلْ أَتَلَطَّفُ حَتَّى لَصَقْتُ بِهِ، فَقُلْتُ: يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ، إِنِّي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَغْرِبِ مِنْ شِيعَتِكُمْ وَمِمَّنْ يَدِينُ اللَّهُ بِوَلَايَتِكُمْ، قَالَ لِي: «إِلَيْكَ عَنِّي يَا رَجُلُ، فَإِنَّهُ قَدْ وُكِّلَ بِنَا حَفَظَةٌ أَخَافُهُمْ عَلَيْكَ»، قُلْتُ: بِاسْمِ اللَّهِ! وَإِنَّمَا أَرَدْتُ أَنْ أَسْأَلَكَ! فَقَالَ: «سَلْ عَمَّا تُرِيدُ»، قُلْتُ: إِنَّا قَدْ رُوِّينَا أَنَّ الْمَهْدِيَّ مِنْكُمْ، فَمَتَى يَكُونُ قِيَامُهُ، وَأَيْنَ يَقُومُ؟ فَقَالَ: «إِنَّ مَثَلَ مَنْ سَأَلْتَ عَنْهُ مَثَلُ عَمُودٍ سَقَطَ مِنَ السَّمَاءِ، رَأْسُهُ مِنَ الْمَغْرِبِ، وَأَصْلُهُ فِي الْمَشْرِقِ، فَمِنْ أَيْنَ تَرَى الْعَمُودَ يَقُومُ إِذَا أُقِيمَ؟» قُلْتُ: مِنْ قِبَلِ رَأْسِهِ، قَالَ: «فَحَسْبُكَ، مِنَ الْمَغْرِبِ يَقُومُ، وَأَصْلُهُ مِنَ الْمَشْرِقِ، وَهُنَاكَ يَسْتَوِي قِيَامُهُ وَيَتِمُّ أَمْرُهُ».
أقول: المراد بالمغرب مكّة، وبالمشرق خراسان، وهناك يستوي قيامه ويتمّ أمره؛ كما جاء في حديث عليّ: «يَكُونُ مَبْدَأُهُ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ».