ثُمَّ قَالَ: أَفَلَا أَزِيدُكَ؟ قَالَ: بَلَى، جُعِلْتُ فِدَاكَ، قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: ﴿فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلَاءِ﴾، يَعْنِي الْعَرَبَ، ﴿فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ﴾، يَعْنِي الْعَجَمَ، ثُمَّ سَكَتَ سَاعَةً وَقَالَ: أَلَا أَزِيدُكَ؟ قُلْتُ: بَلَى، جُعِلْتُ فِدَاكَ، قَالَ: فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: ﴿وَإِنْ تَتَوَلَّوْا﴾ يَا مَعْشَرَ الْعَرَبِ ﴿يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ﴾ يَعْنِي الْعَجَمَ ﴿ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ﴾، ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: لَا يَزَالُ الدِّينُ ذَلِيلًا مَا عَزَّتِ الْعَرَبُ.
١٢٣
حديث موسى الأبّار، عن جعفر بن محمّد
رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الطُّوسِيُّ [ت٤٦٠هـ] فِي «الْغَيْبَةِ»، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطَ، عَنْ أَبِيهِ أَسْبَاطَ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ مُوسَى الْأَبَّارِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنَّهُ قَالَ: «اتَّقِ الْعَرَبَ، فَإِنَّ لَهُمْ خَبَرَ سُوءٍ، أَمَا إِنَّهُ لَا يَخْرُجُ مَعَ الْقَائِمِ مِنْهُمْ وَاحِدٌ».
أقول: هذا ممّا يدلّ على أنّ وزراء المهديّ كلّهم من العجم، والعجم من يتكلّمون بغير العربيّة؛ كما روي عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أنّه قال: «أَلَا إِنَّ الْعَرَبِيَّةَ لَيْسَتْ لَكُمْ بِأُمٍّ وَلَا أَبٍ، وَإِنَّمَا هِيَ لِسَانٌ، فَمَنْ تَكَلَّمَ بِالْعَرَبِيَّةِ فَهُوَ عَرَبِيٌّ»، ولا تجد في الذين يتكلّمون بغير العربيّة قومًا أولى بالمهديّ من أصحاب الرايات السّود؛ فإنّهم يدعون له وينصرونه ويدفعون إليه الراية،