فيكون حسينيًّا من جهة الأمّ، وجعفريًّا من جهة الأب، إنّ صحّ الحديثان، وأمّا قوله: «يَدْخُلُ الْجَبَلَ ذَلِيلًا، وَيَخْرُجُ مِنْهُ عَزِيزًا» فمجمل، ولعلّ المراد أنّه يأوي إلى الجبل خوفًا على نفسه، فيجتمع عنده قوم، فيعزّونه ويستخرجونه، ولعلّ المراد أنّه يكون في أوّل أمره ببلاد الجبل، ثمّ يخرج منها إلى خراسان، فيعزّه اللّه فيها، والجبل اسم للبلاد الواقعة بين أصبهان إلى الرّيّ وزنجان وقزوين وهمذان، ويؤيّد ذلك ما جاء عن أبي جعفر عليه السلام: «يَسِيرُ الْهَاشِمِيُّ فِي طَرِيقِ الرَّيِّ»، فلعلّه يرجع إلى مولده؛ كما كان في الناس قول بأنّه من نحو الدّيلم، وقال الإصطخريّ [ت٣٤٦هـ] في حدود الجبل: «حَدُّهَا الشَّمَالِيُّ حُدُودُ الدَّيْلَمِ وَقَزْوِينَ وَالرَّيِّ، وَإِنَّمَا أَفْرَدْنَا الرَّيَّ وَقَزْوِينَ وَأَبْهَرَ وَزَنْجَانَ عَنِ الْجِبَالِ وَضَمَمْنَاهَا إِلَى الدَّيْلَمِ لِأَنَّهَا مُحْتَفَّةٌ بِجِبَالِهَا عَلَى التَّقْوِيسِ»، فعسى أن يكون مولده الجبل، ومهاجره خراسان، واللّه أعلم.
١٢٢
حديث عبد اللّه بن أبي يعفور، عن جعفر بن محمّد
رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْكُلَيْنِيُّ [ت٣٢٩هـ] فِي «الْكَافِي»، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، وَالْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْأَنْبَارِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِي الْمَغْرَاءِ، عَنِ ابْنِ أَبِي يَعْفُورٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ: «وَيْلٌ لِطُغَاةِ الْعَرَبِ، مِنْ أَمْرٍ قَدِ اقْتَرَبَ»، قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، كَمْ مَعَ الْقَائِمِ مِنَ الْعَرَبِ؟ قَالَ: «نَفَرٌ يَسِيرٌ»، قُلْتُ: وَاللَّهِ إِنَّ مَنْ يَصِفُ هَذَا الْأَمْرَ مِنْهُمْ لَكَثِيرٌ! قَالَ: «لَا بُدَّ لِلنَّاسِ مِنْ أَنْ يُمَحَّصُوا وَيُمَيَّزُوا وَيُغَرْبَلُوا، وَيُسْتَخْرَجُ فِي الْغِرْبَالِ خَلْقٌ كَثِيرٌ».