١٢٠
حديث الفضيل بن يسار، عن جعفر بن محمّد
رَوَى عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ النِّيلِيُّ [تبعد٨٠٢هـ] فِي «سُرُورِ أَهْلِ الْإِيمَانِ»، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ، رَفَعَهُ إِلَى الْفُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنَّهُ قَالَ فِي الْمَهْدِيِّ: «لَهُ كَنْزٌ بِالطَّالَقَانِ، مَا هُوَ بِذَهَبٍ وَلَا فِضَّةٍ، وَرَايَةٌ لَمْ تُنْشَرْ مُنْذُ طُوِيَتْ، وَرِجَالٌ كَأَنَّ قُلُوبَهُمْ زُبَرُ الْحَدِيدِ، لَا يَشُوبُهَا شَكٌّ، أَشَدُّ فِي ذَاتِ اللَّهِ مِنَ الْحَجَرِ، لَوْ زَاحَمُوا الْجِبَالَ لَأَزَالُوهَا، لَا يَقْصِدُونَ بِرَايَاتِهِمْ بَلْدَةً إِلَّا خَرَّبُوهَا، كَأَنَّ عَلَى خُيُولِهِمُ الْعِقْبَانَ، يَتَمَسَّحُونَ بِسَرْجِ الْإِمَامِ إِذَا رَكِبَ يَطْلُبُونَ بِذَلِكَ الْبَرَكَةَ، وَيَحِفُّونَ بِهِ حَتَّى لَا يَرَى مَكْرُوهًا إِشْفَاقًا عَلَيْهِ، يَقُونُهُ بِأَنْفُسِهِمْ فِي الْحُرُوبِ، وَيَكْفُونَهُ مَا يُرِيدُ، مِنْهُمْ رِجَالٌ لَا يَنَامُونَ اللَّيْلَ، لَهُمْ دَوِيٌّ فِي مُصَلَّاهُمْ كَدَوِيِّ النَّحْلِ، يَبِيتُونَ قِيَامًا عَلَى أَطْرَافِهِمْ، وَيُصْبِحُونَ عَلَى خُيُولِهِمْ، رُهْبَانٌ بِاللَّيْلِ لُيُوثٌ بِالنَّهَارِ، هُمْ أَطْوَعُ لَهُ مِنَ الْأَمَةِ لِسَيِّدِهَا، كَالْمَصَابِيحِ، كَأَنَّ قُلُوبَهُمُ الْقَنَادِيلُ، وَهُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ، يَدْعُونَ بِالشَّهَادَةِ، وَيَتَمَنَّوْنَ أَنْ يُقْتَلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، شِعَارُهُمْ: يَا لَثَارَاتِ الْحُسَيْنِ، إِذَا سَارُوا يَسِيرُ الرُّعْبُ أَمَامَهُمْ مَسِيرَةَ شَهْرٍ، يَمْشُونَ إِلَى الْمَوْتِ أَرْسَالًا، بِهِمْ يَنْصُرُ اللَّهُ إِمَامَ الْحَقِّ».
أقول: الطالقان شرق أفغانستان، وللمهديّ فيها ثلاثة: «كَنْزٌ مَا هُوَ بِذَهَبٍ وَلَا فِضَّةٍ»، وهو المنصور، «وَرَايَةٌ لَمْ تُنْشَرْ مُنْذُ طُوِيَتْ»، وهي راية النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم السّوداء، «وَرِجَالٌ كَأَنَّ قُلُوبَهُمْ زُبَرُ الْحَدِيدِ»، وهم أنصار المنصور، وفي الحديث نعتهم، وكفى به نعتًا وثناء جميلًا.