أقول: إسناده صحيح، والمراد بالمنادي الصادق صاحب الرايات السّود؛ كما روي عن أبي جعفر عليه السلام أنّه قال: «إِذَا رَأَيْتُمُ الرَّايَاتِ السُّودَ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ، فَتِلْكَ الرَّايَاتُ الَّتِي لَا تَكْذِبُ»، وإنّما صدّق المنادي لأنّه ينهى الناس عن القتل والقتال على المُلك، ويدعوهم إلى بيعة المهديّ، ولو أنّ الناس استمعوا إلينا لسمعوا مثل ندائه، ﴿وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ﴾.
١١٦
حديث محمّد بن خالد البرقيّ، عن بعض أصحابه، عن جعفر بن محمّد
رَوَى الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْقُمِّيُّ [تالقرن٤هـ] فِي الْمَحْكِيِّ مِنْ «تَارِيخِ قُمَّ»، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الْبَرْقِيِّ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَهُ، وَلَمْ يَكُنْ لِخُرَاسَانَ ذِكْرٌ، فَقَالَ مُبْتَدِئًا: «خُرَاسَانُ، خُرَاسَانُ، سِجِسْتَانُ، سِجِسْتَانُ»!
أقول: روي مثله عن معروف بن خرّبوذ بسند صحيح، قال: «مَا دَخَلْنَا عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَطُّ إِلَّا قَالَ: خُرَاسَانُ خُرَاسَانُ، سِجِسْتَانُ سِجِسْتَانُ، كَأَنَّهُ يُبَشِّرُنَا بِذَلِكَ»، وعن محمّد بن سيرين أنّه كان إذا جلس قال: «هَلْ جَاءَكُمْ شَيْءٌ مِنْ قِبَلِ خُرَاسَانَ؟» وفي هذه الأخبار دلالة على شهرة حديث الرايات السّود بين السّلف، وانتظارهم لتأويله.
١١٧
حديث سدير الصيرفيّ، عن جعفر بن محمّد
رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُكْبَرِيُّ [ت٤١٣هـ] فِي «أَمَالِيهِ»، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ