قَالَ: وَحَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ جَرَّاحٍ، عَنْ أَرْطَاةَ، قَالَ: «يُنَادِي مُنَادٍ بَعْدَ أَنْ تَحَازَبَ الْقَبَائِلُ: أَلَا إِنَّ أَمِيرَكُمْ فُلَانٌ، وَيَتْبَعُهُ صَوْتٌ آخَرُ: أَلَا إِنَّهُ قَدْ كَذَبَ، وَيَتْبَعُهُ صَوْتٌ آخَرُ: أَلَا إِنَّهُ قَدْ صَدَقَ، فَيَقْتَتِلُونَ قِتَالًا شَدِيدًا، وَعِنْدَ ذَلِكَ تَرَوْنَ كَفًّا مُعْلَمَةً فِي السَّمَاءِ، وَيَشْتَدُّ الْقِتَالُ حَتَّى لَا يَبْقَى مِنْ أَنْصَارِ الْحَقِّ إِلَّا عِدَّةُ أَهْلِ بَدْرٍ، فَيَذْهَبُونَ حَتَّى يُبَايِعُوا صَاحِبَهُمْ».
أقول: «كَفٌّ مُعْلَمَةٌ» أي كفّ فيها علامة مفهومة، وهذه الأخبار دالّة على أنّ ظهور الكفّ مقرون بالنداء إلى المهديّ، كأنّ صاحب الكفّ هو المنادي؛ فلعلّها اعتُبرت من السّماء لأنّ النصّ المكتوب فيها سماويّ، أي من عند اللّه، ولا يبعد أن يظهر مثالها في السّماء أيضًا لينظر إليها الناس جميعًا، فيهتدوا إلى المنادي، وهو صاحب الرايات السّود، كما يسمعون مثل ندائه من السّماء: «أَلَا إِنَّ أَمِيرَكُمُ الْمَهْدِيُّ، فَعَلَيْكُمْ بِالْمَهْدِيِّ»، واللّه أعلم.
١١٥
حديث الحسن بن محبوب، عن عبد اللّه بن سنان، عن جعفر بن محمّد
رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ النُّعْمَانِيُّ [تنحو٣٦٠هـ] فِي «الْغَيْبَةِ»، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، وَسَعْدَانُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ سَعِيدٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْقَطْوَانِيُّ، قَالُوا جَمِيعًا: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مَحْبُوبٍ الزَّرَّادُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ: «يَشْمُلُ النَّاسَ مَوْتٌ وَقَتْلٌ، حَتَّى يَلْجَأَ النَّاسُ عِنْدَ ذَلِكَ إِلَى الْحَرَمِ، فَيُنَادِي مُنَادٍ صَادِقٌ مِنْ شِدَّةِ الْقِتَالِ: فِيمَ الْقَتْلُ وَالْقِتَالُ؟! صَاحِبُكُمْ فُلَانٌ»، يَعْنِي الْمَهْدِيَّ.