فَحَدَّثَ بِذَلِكَ امْرَأَتَهُ حَنَّةَ، وَهِيَ أُمُّ مَرْيَمَ، فَلَمَّا حَمَلَتْ بِهَا كَانَ حَمْلُهَا عِنْدَ نَفْسِهَا غُلَامًا، فَلَمَّا وَضَعَتْهَا أُنْثَى قَالَتْ: ”رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى“، فَلَمَّا وَهَبَ اللَّهُ لِمَرْيَمَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ، كَانَ هُوَ الَّذِي بَشَّرَ اللَّهُ بِهِ عِمْرَانَ وَوَعَدَهُ إِيَّاهُ، فَإِذَا قُلْنَا لَكُمْ فِي الرَّجُلِ مِنَّا شَيْئًا، فَكَانَ فِي وَلَدِهِ أَوْ وَلَدِ وَلَدِهِ، فَلَا تُنْكِرُوا ذَلِكَ»، وهذا ما يقال له «البداء»، وهو ظهور شيء على خلاف ما كان يُتوقّع، والراية السّوداء التي تخفق فوق رأس المهديّ هي راية أنصاره من أهل خراسان؛ كما جاء في الحديث: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ بَلَاءً يَلْقَاهُ أَهْلُ بَيْتِهِ، حَتَّى يَبْعَثَ اللَّهُ رَايَةً مِنَ الْمَشْرِقِ سَوْدَاءَ، مَنْ نَصَرَهَا نَصَرَهُ اللَّهُ، وَمَنْ خَذَلَهَا خَذَلَهُ اللَّهُ، حَتَّى يَأْتُوا رَجُلًا اسْمُهُ كَاسِمِي، فَيُوَلِّيهِ أَمْرَهُمْ، فَيُؤَيِّدُهُ اللَّهُ وَيَنْصُرُهُ».
١١٣
حديث أبي بصير، عن جعفر بن محمّد
رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ النُّعْمَانِيُّ [تنحو٣٦٠هـ] فِي «الْغَيْبَةِ»، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْعَطَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانَ الرَّازِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْكُوفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَبَلَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، مَتَى خُرُوجُ الْقَائِمِ عَلَيْهِ السَّلَامُ؟ فَقَالَ: «يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، إِنَّا أَهْلُ بَيْتٍ لَا نُوَقِّتُ، وَقَدْ قَالَ مُحَمَّدٌ -يَعْنِي أَبَاهُ-: كَذَبَ الْوَقَّاتُونَ، يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، إِنَّ قُدَّامَ هَذَا الْأَمْرِ خَمْسَ عَلَامَاتٍ: النِّدَاءُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، وَخُرُوجُ السُّفْيَانِيِّ، وَخُرُوجُ الْخُرَاسَانِيِّ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الزَّكِيَّةِ، وَخَسْفٌ بِالْبَيْدَاءِ».