الباب الثلاثون
ما جاء عن جعفر بن محمّد
١١١
حديث عبّاد بن محمّد المدائنيّ، عن جعفر بن محمّد
قَالَ السَّيِّدُ ابْنُ طَاوُوسَ [ت٦٦٤هـ] فِي «فَلَاحِ السَّائِلِ»: رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ رُهْبَانَ الدُّبَيْلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ الْقُمِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ السُّكَّرِيِّ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَدَائِنِيِّ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِى عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِالْمَدِينَةِ حِينَ فَرَغَ مِنْ مَكْتُوبَةِ الظُّهْرِ، وَقَدْ رَفَعَ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ وَيَدْعُو لِلْمَهْدِيِّ، قُلْتُ: أَلَيْسَ قَدْ دَعَوْتَ لِنَفْسِكَ جُعِلْتُ فِدَاكَ؟ قَالَ: «دَعَوْتُ لِنُورِ آلِ مُحَمَّدٍ، وَسَائِقِهِمْ، وَالْمُنْتَقِمِ بِأَمْرِ اللَّهِ مِنْ أَعْدَائِهِمْ»، قُلْتُ: مَتَى يَكُونُ خُرُوجُهُ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاكَ؟ قَالَ: «إِذَا شَاءَ مَنْ لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ»، قُلْتُ: فَلَهُ عَلَامَةٌ قَبْلَ ذَلِكَ؟ قَالَ: «نَعَمْ، عَلَامَاتٌ شَتَّى»، قُلْتُ: مِثْلُ مَا ذَا؟ قَالَ: «خُرُوجُ رَايَةٍ مِنَ الْمَشْرِقِ، وَرَايَةٍ مِنَ الْمَغْرِبِ، وَفِتْنَةٌ تُظِلُّ أَهْلَ الزَّوْرَاءِ، وَخُرُوجُ رَجُلٍ مِنْ وُلْدِ عَمِّي زَيْدٍ بِالْيَمَنِ، وَانْتِهَابُ سِتَارَةِ الْبَيْتِ».
أقول: الراية التي تخرج من المشرق هي الراية السّوداء، والراية التي تخرج من المغرب هي الراية الصّفراء؛ كما جاء في حديث عبد اللّه بن عمرو: «إِذَا أَقْبَلَتِ الرَّايَاتُ السُّودُ مِنَ الْمَشْرِقِ، وَالرَّايَاتُ الصُّفْرُ مِنَ الْمَغْرِبِ، حَتَّى يَلْتَقُوا فِي سُرَّةِ الشَّامِ، يَعْنِي دِمَشْقَ، فَهُنَالِكَ الْبَلَاءُ»، يعني خروج السفيانيّ.