وقد روى جابر عن أبي جعفر ما يدلّ على أنّ المنصور خليفة المهديّ من بعده أيضًا؛ قال: «قُلْتُ: كَمْ يَقُومُ الْقَائِمُ فِي عَالَمِهِ؟ قَالَ: تِسْعَ عَشْرَةَ سَنَةً، ثُمَّ يَخْرُجُ الْمُنْتَصِرُ -يَعْنِي الْمَنْصُورَ- فَيَطْلُبُ بِدَمِ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَدِمَاءِ أَصْحَابِهِ، فَيَقْتُلُ وَيَسْبِي، حَتَّى يَخْرُجَ السَّفَّاحُ»، وفي رواية أخرى، قال: «ثُمَّ يَخْرُجُ الْمَنْصُورُ، فَيَطْلُبُ دَمَهُ وَدَمَ أَصْحَابِهِ، فَيَقْتُلُ وَيَسْبِي حَتَّى يُقَالَ: لَوْ كَانَ هَذَا مِنْ ذُرِّيَّةِ الْأَنْبِيَاءِ مَا قَتَلَ النَّاسَ كُلَّ هَذَا الْقَتْلِ، فَيَجْتَمِعُ النَّاسُ عَلَيْهِ أَبْيَضُهُمْ وَأَسْوَدُهُمْ، فَيَكْثُرُونَ عَلَيْهِ حَتَّى يُلْجِئُونَهُ إِلَى حَرَمِ اللَّهِ، فَإِذَا اشْتَدَّ الْبَلَاءُ عَلَيْهِ مَاتَ الْمُنْتَصِرُ، وَخَرَجَ السَّفَّاحُ غَضَبًا لِلْمُنْتَصِرِ، فَيَقْتُلُ كُلَّ عَدُوٍّ لَنَا جَائِرٍ، وَيَمْلِكُ الْأَرْضَ كُلَّهَا، وَيُصْلِحُ اللَّهُ لَهُ أَمْرَهُ»، ويؤيّد ذلك حديث ابن عبّاس: «مِنَّا السَّفَّاحُ، وَمِنَّا الْمَنْصُورُ، وَمِنَّا الْمَهْدِيُّ»، وإسناده صحيح.
وَقَالَ بَهَاءُ الدِّينِ النَّجَفِيُّ [ت٨٠٣هـ] فِي «مُنْتَخَبِ الْأَنْوَارِ الْمُضِيئَةِ»: مِمَّا صَحَّ لِي رِوَايَتُهُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَيَادِيِّ، مَا رَفَعَهُ إِلَى جَابِرٍ، عَنِ الْبَاقِرِ، قَالَ: «إِنَّ لِلَّهِ تَعَالَى كَنْزًا بِالطَّالَقَانِ، لَيْسَ بِذَهَبٍ وَلَا فِضَّةٍ، اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا بِخُرَاسَانَ، يَقُودُهُمْ شَابٌّ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ، كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ عَابِرَ الْفُرَاتِ، فَإِذَا سَمِعْتُمْ بِذَلِكَ فَسَارِعُوا إِلَيْهِ، وَلَوْ حَبْوًا عَلَى الثَّلْجِ».
١٠٩
حديث أبي الجارود، عن أبي جعفر
رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ النُّعْمَانِيُّ [تنحو٣٦٠هـ] فِي «الْغَيْبَةِ»، قَالَ: