عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْحَلَبِيِّ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مُوسَى، عَنْ مَعْمَرِ بْنِ يَحْيَى بْنِ سَامٍ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ الْكَابُلِيِّ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنَّهُ قَالَ: «كَأَنِّي بِقَوْمٍ قَدْ خَرَجُوا بِالْمَشْرِقِ، يَطْلُبُونَ الْحَقَّ فَلَا يُعْطَوْنَهُ، ثُمَّ يَطْلُبُونَهُ فَلَا يُعْطَوْنَهُ، فَإِذَا رَأَوْا ذَلِكَ وَضَعُوا سُيُوفَهُمْ عَلَى عَوَاتِقِهِمْ، فَيُعْطَوْنَ مَا سَأَلُوهُ، فَلَا يَقْبَلُونَهُ حَتَّى يَقُومُوا، وَلَا يَدْفَعُونَهَا إِلَّا إِلَى صَاحِبِكُمْ، قَتْلَاهُمْ شُهَدَاءُ، أَمَا إِنِّي لَوْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ لَاسْتَبْقَيْتُ نَفْسِي لِصَاحِبِ هَذَا الْأَمْرِ».
أقول: إسناده حسن؛ فإنّ الحسين بن موسى مذكور في الممدوحين من الشيعة، وسائر رجاله ثقات عندهم، وهو في معنى حديث عبد اللّه بن مسعود، وقد زعم بعض الحاسدين أنّه نهي عن لحوق أصحاب الرايات السّود؛ لأنّه قال: «أَمَا إِنِّي لَوْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ لَاسْتَبْقَيْتُ نَفْسِي لِصَاحِبِ هَذَا الْأَمْرِ»، وهذا تعسّف منهم؛ لأنّه صرّح بأنّهم يطلبون الحقّ، وأنّهم يدفعون الراية إلى المهديّ، وأنّ قتلاهم شهداء، ولا معنى للنهي عن لحوقهم بعد هذه الأوصاف، بل المراد تفضيل الباقين منهم على شهدائهم؛ لأنّهم ينصرون المهديّ كما نصروا المنصور، فيؤتون أجرهم مرّتين، و﴿ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ﴾.
١٠٥
حديث حُصين الثعلبيّ، عن أبي جعفر
رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ النُّعْمَانِيُّ [تنحو٣٦٠هـ] فِي «الْغَيْبَةِ»، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مَيْثَمٍ،