الباب السابع والعشرون
ما جاء عن زيد بن الحسن بن عليّ
١٠١
حديث جابر الجعفيّ، عن زيد بن الحسن
رَوَى يُوسُفُ بْنُ حَاتِمٍ الشَّامِيُّ [ت٦٦٤هـ] فِي «الدُّرِّ النَّظِيمِ»، قَالَ: قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّرِيُّ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْحَرِيرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَرِيرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَعْلَى الْأَسْلَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ حَسَنٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ بَيْنَمَا هُوَ جَالِسٌ، إِذْ مَرَّ بِهِ فِتْيَةٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ، فَتَغَيَّرَ لَوْنُهُ، وَاغْرَوْرَقَتْ عَيْنَاهُ بِالدُّمُوعِ، فَقَالَ لَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَا نَزَالُ نَرَى فِي وَجْهِكَ تَغَيُّرًا يَسُوؤُنَا، فَقَالَ: «إِنَّا أَهْلُ بَيْتٍ اخْتَارَ اللَّهُ لَنَا الْآخِرَةَ عَلَى الدُّنْيَا، وَإِنَّ أَهْلَ بَيْتِي سَيَلْقَوْنَ بَعْدِي بَلَاءً شَدِيدًا وَتَشْرِيدًا، ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ قَوْمًا فِي آخِرِ الزَّمَانِ مِنْ أَطْرَافِ الْأَرْضِ، يَجْتَمِعُونَ كَمَا يَجْتَمِعُ قَزَعُ السَّحَابِ خَرِيفًا، فَيُبَايِعُونَ رَجُلًا مِنِّي، فَيَمْلَأُ اللَّهُ بِهِ الْأَرْضَ عَدْلًا، كَمَا مُلِئَتْ جَوْرًا».
أقول: زيد بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب، يروي عن ابن عبّاس، وجابر بن عبد اللّه، وأبيه الحسن بن عليّ، وقد أثنى عليه المفيد [ت٤١٣هـ] في «الإرشاد»، فقال: «كَانَ عَلَى صَدَقَاتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، وَأَسَنَّ، وَكَانَ جَلِيلَ الْقَدْرِ، كَرِيمَ الطَّبْعِ، ظَلِفَ النَّفْسِ، كَثِيرَ الْبِرِّ، وَمَدَحَهُ الشُّعَرَاءُ، وَقَصَدَهُ النَّاسُ مِنَ الْآفَاقِ لِطَلَبِ فَضْلِهِ».